الشعاب المرجانية هى عصب السياحة البيئية فى محميات خليج العقبة والبحر الأحمر بل ومصر قاطبة، بعد أن اعتلت قمة دخل السياحة المصرية، وأصبحت مقصداً لعشاق الغوص والسنوركل (مشاهدة الشعاب بالنظارة المائية من فوق سطح الماء)، بالتزامن مع دور سرطان ترابيزيا سيمودوس فى الدفاع عن الشعاب المرجانية ضد حيوان نجم البحر الشوكى العدو الأول لها. لقد ألحقت أيادى العبث والأنشطة البشرية الجائرة والتمادى غير المدروس فى إقامة آلاف المنشآت السياحية خلال العقود الماضية - كلها - أضراراً جسيمة بحدائق الشعاب المرجانية والأحياء البحرية التى تعيش فى بيئتها وتؤدى دوراً مهماً فى المحافظة عليها، وتسبب ذلك فى «ابيضاض» الشعاب وموتها وفقدانها لألوانها الجميلة البديعة، كما أضر بمنظومة التوازن البيئى الطبيعى داخل المياه وأحدث خللاً كبيراً مما ضاعف من السلبيات والخطر المحدق بها. ومن هنا كان ضرورياً أن تؤدى الأبحاث العلمية دورها الحيوى فى إنقاذ حدائق الشعاب المرجانية والمنظومة بأكملها، وآخرها بكلية العلوم بجامعة الأزهر، وحصل بها الباحث: السيد سالم السيد على درجة الماجستير بإشراف الدكتور عواد عبده أستاذ اللافقاريات البحرية، والدكتور محمد سالم رئيس قطاع محميات البحر الأحمر، والدكتور عمرو محمد ناصف المتخصص فى البيئة البحرية. وعن تفاصيل هذا البحث يقول الباحث: استهدفت الرسالة الدراسة البيولوجية لبعض اللافقاريات البحرية وعلاقتها بالشعاب المرجانية فى واحدة من محميات مصر البحرية وخليج العقبة وجنوب سيناء الثرية بحدائق الشعاب المرجانية والأحياء البحرية والطبيعة الساحرة والتنوع الأحيائى الزاخر. وقد تم اختيار ثلاث مناطق بالمحمية هى «السخن» بأقصى شمالها، و«رأس مملح» بوسطها ثم «منطقة الهبيشة» بمنتصف الجزء الجنوبى منها. وللوصول لأهم الأحياء المفيدة للشعاب المرجانية تم تحليل ودراسة الغطاء الحيوى، بالإضافة إلى مكونات مجتمع بعض اللافقاريات من القشريات و الرخويات والجلد شوكيات. علاقة السرطانات بالشعاب كما تبنت الدراسة رصد علاقة بعض أنواع السرطانات البحرية بالشعاب المرجانية ودورها الحيوى فى المقاومة البيولوجية للأعداء الطبيعيين للحيوان الحى بهيكل الشعاب المرجانية (البوليب)، خصوصاً المدافع الأول عنها وهو نوع سرطان ترابيزيا سيمودوس الذى يدافع عن الشعاب المرجانية ضد حيوان نجم البحر الشوكى العدو الأول للشعاب الذى يلتهم حيوان الشعاب، ويتسبب فى موت الشعاب وابيضاضها. ومن هنا أُخضع سرطان سيمودوس لدراسة بيولوجية غاية فى الدقة، تناولت كل شئ فى حياته من أطوال جنسية الذكر والأنثى، والتزاوج والبيض. وتشير النتائج إلى إمكان استخدام هذا النوع وهو الأكثر شيوعا من أنواع الترابيزيا المسجلة بالمنطقة والمرتبط بالشعاب المرجانية الحية المتفرعة كمؤشر حيوى يدل ازدهار ووفرة الشعاب المرجانية ، ويضيف الباحث : فيما يتعلق بالمياه تناولت الدراسة قياسات الخواص الفيزيائية والكيميائية فى فصول السنة الأربعة لمياه خليج العقبة فى حدود المحمية وتحديداً فى مناطق الدراسة الثلاث، كما تضمنت دراسة الأس الهيدروجينى والأوكسجين المذاب، ودرجات الحرارة وتركيز الأملاح المذابة فى المياه وعن أهم النتائج التى توصل إليها يقول السيد سالم: سجلت النتائج اختلافات موسمية للغطاء الحيوى وغير الحيوى فى المناطق الثلاث، حيث اشتمل الغطاء الحيوى على الشعاب المرجانية الحجرية الحية، والشعاب المرجانية اللينة، والطحالب البحرية والحشائش البحرية، بينما اشتملت المكونات غير الحية على الشعاب المرجانية الميته والرمال والصخور والحصى. وأشارت البيانات إلى أن النسبة المئوية السنوية للغطاء الحيوى تزداد تدريجيا من 53.02 % ، إلى 57.08 % ثم إلى 57.73 % فى المناطق الأولى والثانية والثالثة على التوالي، بينما تقل نسبة المكونات غير الحية تدريجياً من 46.9 % الى43.59% ثم إلى 42.53 % فى المناطق السابقة على التوالي. كما أشارت النتائج أيضا الى تغيرات موسمية واضحة فى نسب تلك المكونات الحية وغير الحية. وعن عدد الأنواع التى تم تسجيلها يجيب الباحث: باحت نتائج الدراسة بتسجيل 141 نوعا من اللافقاريات بالمناطق المستهدفة ترتبط جميعها ببيئة الشعاب المرجانية والبيئات الأخرى فى المحمية ، وتنتمى إلى ثلاث شعب أساسية هي: شعبة الرخويات وتضم 67 نوعا، ثم القشريات، وتضم 43 نوعا منها 31 نوعا من السرطانات الأصيلة، ثم الجلدشوكيات وتضم 28 نوعا تنتمى إلى نجوم البحر الحقيقية والقنفذيات ونجوم البحرالهشة وخيار البحروتمثل 30.49% من العدد الكلى، ونوع واحد فقط من الإسفنجيات، ورصدت سيادة الرخويات على جميع الشعب، تليها القشريات خاصة السرطانات الأصيلة، ثم شوكيات الجلد وعن أهمية تلك الأحياء بالنسبة للشعاب المرجانية يجيب السيد سالم :- يرتباط 03 نوعا من القشريات والرخويات وشوكيات الجلد والحلقيات وكذلك الاسفنجيات بالشعاب المرجانية الحية، إذ تنوعت بين المعيشة التكافلية والتطفلية وتبادل المنفعة، بالإضافة إلى علاقة الافتراس خاصة بين نجم البحر الشوكى والمرجان الحي، وكذلك نوعى البطن قدميات الدروبيلا والولكلوروفيليا. أما علاقة المعايشة بين الشعاب المرجانية الحية وبعض أنواع السرطان فكانت من نوع علاقة تبادل المنفعة الإجباري، وفى بعضها من النوع الاختياري، إذ تبين وجود 18 نوعا من القشريات تعيش معيشة تكافلية إجبارية داخل أفرع الشعاب المرجانية خاصة أنواع الترابيزيا. وعلى الجانب الآخر رصدت الدراسة 8 أنواع من الكائنات الأخرى تعيش معيشة تطفلية شملت بعض أنواع السرطان والرخويات والسفنج والحلقيات، ومن هنا جاء التركيز على سرطان ترابيزيا سيمودوس لأنه المدافع الأول عن حياة الشعاب المرجانية.