بعد أكثر من ثلاثة أشهر من احتجازهم لدى «داعش»، عاد الدبلوماسيون ورجال الأمن الأتراك العاملون فى القنصلية التركية بمدينة الموصل العراقية إلى أنقرة، أمس، واستقبلت قوات الأمن التركية العائدين وعددهم 49 شخصاً، بمن فيهم القنصل العام، فى بوابة "أكجه قلعة" الواقعة فى مدينة شانلأورفا جنوبتركيا، الساعة الخامسة صباحا، ثم نقلتهم إلى مركز المدينة للخضوع للفحوص الطبية اللازمة. وقال رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، الذى عاد من زيارته لأذربيجان، والتقى المواطنين الأتراك العائدين فى مطار شانلأورفا، فى رسائل نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماع «تويتر»: لقد استلمنا مواطنينا الرهائن واصطحبناهم إلى بلدنا سالمين، وسأقطع زيارتى لأذربيجان لأعود إلى أرض الوطن للقاء الرهائن المفرج عنهم والاطمئنان على حالتهم الصحية. وفى الوقت نفسه، قال رئيس الجمهورية التركى رجب طيب أردوغان إن "وصول مواطنينا إلى تركيا بنجاح يعتبر مؤشرا هاما على المستوى الذى وصلت إليه تركيا الكبرى". ونقلت هيئة الإذاعة والتليفزيون التركية عن بيان لأردوغان تهنئته لموظف القنصلية العامة بالموصل على سلامة الوصول للأراضالتركية. وقال فى بيانه إن "وكالة الاستخبارات الوطنية عملت بصبر وحساسية وتابعت الأمر بتفان ونفذت عملية ناجحة فى نهاية المطاف". وأكد مصدر تركى مسئول أن تحرير الرهائن جاء من خلال عملية تفاوضية وليس عملية عسكرية. وفى غضون ذلك، ذكرت صحيفة (وورلد تريبيون) الأمريكية أمس أن تركيا التى تواجه تسللا من المتمردين من ثلاثة على الأقل من جيرانها بدأت التخطيط للاستثمار فى أمنها القومي. ونسبت الصحيفة إلى مسئولين قولهم إن الرئيس رجب طيب أردوغان وافق على خطط لتوسيع مشتريات الأنظمة التى تساعد فى حماية المنشآت الحيوية فى تركيا من الصواريخ الموجهة, مشيرين إلى أن هيئة الصناعات العسكرية أصدرت عطاء بالفعل قد تتجاوز قيمته مئات الملايين من الدولارات. ومن ناحية أخرى، كشف مصدر استخبارى مطلع فى محافظة نينوى أمس أن قصف الطائرات الفرنسية، أسفر عن مقتل 75 مسلحاً من داعش فى منطقة الغابات غرب الموصل، مشيرا إلى أن القصف استهدف موقعا للدفعات الجوية للتنظيم. وقال المصدر، إن "الطائرات الفرنسية قصفت، فى أولى غاراتها على مواقع تنظيم داعش فالعراق أمس الأول، موقعا للدفاعات الجوية فى منطقة الغابات (غربالموصل)، مبيناً أن "القصف أسفر عن مقتل 75 مسلحا من عناصر داعش". وأضاف أن التنظيم بدأ بتغيير عدد من مواقعه فى محافظة نينوى وأخلى بعضها ونقل مسلحيه إلى مواقع بديلة تحسباً لهجمات جديدة ضده من قبل الطائرات الأمريكية والفرنسية. يشار إلى أن الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند أعلن، فى وقت سابق بمؤتمر صحفى أنه أعطى الضوء الأخضر للقوات الفرنسية لضرب التنظيم، مشددا على أن العملية ستنحصر في العراق فقط. وفى الوقت نفسه، تمكنت القوات الكردية والاتحادية العراقية من استعادة بعض البلدات والمواقع من تنظيم «الدولة الاسلامية» بدعم جوى أمريكى لكن استعادة السيطرة على الموصل، ثانى مدن العراق، تشكل تحديا عسكريا أكثر صعوبة. وقال روش نورشاويس قائد قوات البشمرجة فى منطقة الخازر شمال الموصل إن الظروف لبدء معركة استعادة المدينة غير متوافرة حتى الآن. وأضاف : من الواضح أن ميزان القوى لا يزال فى صالح العدو.