وقع الرئيس الأمريكى بارك أوباما أمس قانونا يخول للجيش الأمريكى القيام بمهمتى تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة لتمكينها من محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي. وأوضح البيت الأبيض أن الرئيس أوباما وقع على هذا القانون فى المكتب البيضاوى فى وقت متأخر من مساء أمس الأول، وذلك فى أعقاب المصادقة النهائية لمجلس الشيوخ الأمريكى على مشروع القانون ذاته الخميس الماضى، وهى الخطوة التى تلت أيضا موافقة مجلس النواب الأمريكى عليه الأربعاء الماضي. وأضاف البيت الأبيض أن القوات الأمريكية ستقوم بموجب هذا القانون بتدريب عناصر المعارضة السورية المعتدلة بمعسكرات فى السعودية، موضحا أن الرئيس أوباما خول قواته فقط بشن ضربات جوية ضد مقاتلى «داعش»، دون تدخل القوات الأمريكية بريا، وهى المهمة التى ترك الاعتماد فى تنفيذها على عناصر المعارضة السورية المعتدلة لمحاربة التنظيم على الأرض . وفى محاولة داخلية للضغط على الرئيس الأمريكى لإنهاء الحرب على "داعش" فى أسرع وقت ممكن، واجه أوباما شكوكا متنامية داخل الولاياتالمتحدة بشأن رفضه إرسال قوات برية لمحاربة التنظيم الإرهابى فى العراقوسوريا لدجة أن البعض وصفوا هذا الخيار ب «غير مقنع وغير واقعي»، كما انتقد أعضاء جمهوريون فى الكونجرس بشدة هذا الجزء من استراتيجيته، معتبرين أن توجيه ضربات جوية لا يكفى للتصدى لخطر «التكفيريين»، وذلك نظرا لغياب أى قوة معارضة قابلة للاستمرار فى سوريا وضعف الجيش فى العراق. كما انتقد مسئولون عسكريون سابقون أيضا عرض هذا الخيار علنا لأن ذلك قد يتم تفسيره على أنه ضعف سواء أكان من قبل العدو أو من قبل الحلفاء. وفى الشأن ذاته، رصدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية اتساع الصدع بين الرئيس الأمريكى والجيش الأمريكى حول استراتيجية عدم إنزال قوات برية على الأرض خلال محاربة تنظيم داعش، موضحة أن ومضات الخلاف حول كيفية محاربة داعش شرعت فى التصاعد بين أوباما والقادة العسكريين الأمريكيين، فى أحدث علامة على التوتر وصفتها الصحيفة ب «العلاقة المربكة وغير المستقرة». وفى غضون ذلك، أجلت عناصر من المخابرات الأمريكية صحفيين وعددا من موظفى الإدارة الأمريكية لوقت قصير فجر أمس من مبانى البيت الأبيض عقب تسلل شخص اسمه عمر من الباب الأمامى للمقر الرئاسي، وقد تم اعتقاله لاحقا من قبل عناصر "الخدمات السرية." من جانبه، حدد برايان ليرى الناطق باسم الخدمات السرية المكلفة بحماية المبانى الرئاسة الأمريكية هوية المشتبه به بأنه شخص يدعى عمر جوزالز، 42 عاما من تكساس، وأنه قفز عن السور وتسلل حتى بلغ أبواب "نورث بورتيكو"، قبل إلقاء القبض عليه. وفى لندن، حمل سير جون ساورز رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطانية «إم آى 6» الدول الغربية المسئولية فى ظهور تنظيم داعش بسبب عدم تدخلها لحسم الحرب الأهلية فى سوريا، موضحا أن تجاهل الغرب لتداعيات هذه الحرب أدى إلى إحداث حالة من الفوضى فى تلك الدولة، وهو ما أدى بدوره إلى تهيئة الأجواء لظهور هذة الجماعة الإرهابية وغيرها فى ظل مناخ موات من هذا النوع، وذلك على حد تعبيره. وذهب ساورز إلى"أن الطريقة التى استجاب بها الغرب للحرب الأهلية فى دول أخرى تسببت فى وجود «أزمات حقيقية»، موضحا أن تقدم داعش فى سورياوالعراق من خلال استغلال الفرغ الذى خلفته الصراعات أثار أسئلة بشأن الموقف السابق للقوى الغربية فيما يتعلق بأسباب ومسوغات عدم تدخلها مباشرة ومنذ اللحظة الأولى لاندلاعها بغية إنهائها وتسويتها. وأضاف ساورز فى تصريحات ل «فاينانشيال تايمز» أن الدرس المستفاد من أفغانستانوالعراق يكمن فى أن عملية الإطاحة بالحكومة يمكن أن تستغرق شهورا ولكن بناء الدولة يأخد سنوات ودهورا، موضحا إذا لم تقرر إعادة البناء أو الأعمار كما فعلنا فى ليبيا بسبب ما حدث فى العراق فإن فى مثل هذه الحالة ستنجح فى الإحاطة بالحكومة دون المجيء بغيرها، أما إذا رفضت التدخل كاملا فإن المسألة ستفضى بك إلى موقف مماثل لما نحن عليه الآن فى سوريا، حيث توجد أزمات حقيقية"بلا حلول فعلية. وتهكم ساورز قائلا: "إننى أطرح سؤالا مهما بشأن الضربات الجوية :هل تقوم بها لأغراض دبلوماسية؟ لمجرد البقاء كأصدقاء للولايات المتحدة أم لأننا نصبو إلى تغيير الوقف على الأرض؟. وأنهى ساورز كلامه بتوجيه النصيحة لبلاده وواشنطن للبحث عن سبيل للمعل المشترك مع إيران للقضاء على داعش وإنهاد الاضطرابات فى سورياوالعراق المجاورتين لها. وفى سياق متصل، ذكرت تقارير أمس أن الحكومة الأسترالية ستطرح على البرلمان الأسبوع المقبل قوانين جديدة صارمة ضد تهديد الإرهاب عقب أكبر حملة لمحاربته والتى تشهدها البلاد فى تاريخها. وسيسعى رئيس الوزراء تونى أبوت إلى الحصول على سلطات واسعة لمكافحة الإرهاب عند طرحه القوانين المقترحة أمام مجلس النواب الأربعاء المقبل.