فى الملعب السياسي، تحدثت صحف عربية عن مبادرة جديدة بقيادة مصر للحل فى سوريا، ورغم تأكيد القاهرة عدم وجود أى مبادرات "حتى الآن"، الا أن الكل لا يزال يترقب، نتائج نضوج طبخة الحل السياسى العربي. المبادرة "المزعومة" تضمنت عدة نقاط أبرزها تنحى الرئيس بشار الأسد عن السلطة مع الالتزام بعدم ملاحقته قانونيًا واصطحابه لمائتى شخصية مدنية أو عسكرية يختارها، وتكليف المعارضة بتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة توكلُ رئاستها إلى شخصيّة معارضة غير مسلمة، وسحب الجيش السورى وإعادة تمركزه، ودمج كتائب الجيش الحر المعتدلة فى صفوفه وعودة الضباط المنشقين، والافراج عن كل المعتقلين فى السجون، مع التزام الدول العربية (الخليجية تحديدًا) بإعادة إعمار سوريا خلال مدة لا تتجاوز 4 سنوات بتكلفة مائة مليار دولار، وفور بدء تنفيذ المبادرة تلتزم جامعة الدول العربيّة بإرسال قوات حفظ سلام عربية لمدة عامين. الدكتور منذر خدام المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة قال ل "الأهرام" اننى لم أسمع بهذه المبادرة، وهى غير صحيحة فى اعتقادي، ولا يمكن أن يقبل بها النظام، لكن ذلك لا يعنى أنه ليس هناك عمل يجرى حاليا، خاصة أن علاقاتنا مع القيادة المصرية تحسنت كثيرا فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخلال لقائنا قبل فترة مع نبيل فهمى وزير الخارجية السابق لمسنا تفهما وتعاطفا مع هيئة التنسيق ورؤيتها للحل السياسى التفاوضى فى سوريا. وأبدت مصر استعدادا لتقديم كل التسهيلات لعقد مؤتمر اللقاء الوطنى السوريى للمعارضة فى القاهرة، وتعمل الهيئة حاليا مع بعض القوى المعارضة التى ترفض خيار العنف وتؤمن بالحل السياسي، وأنجزنا بالفعل تفاهمات سياسية مع جبهة التغيير والتحرير ومع أحزاب الإدارة الذاتية الكردية (11 حزباً) بالإضافة إلى حزبين أشوريين، كما تجرى اتصالات مستمرة بقوى أخرى ومنها من كان فى الائتلاف السورى (الداعم للحل العسكري). وفيما يتعلق بالتحركات العربية والاقليمية الحالية، قال خدام انه بحسب المعلومات المتوافرة لدينا فإنه فى لقاء الدول العربية الخمس الأعضاء فى مجموعة ما يسمى بأصدقاء الشعب السورى الأخير فى السعودية تمت مناقشة أفكار معينة حول إمكان بلورة حل عربى إقليمى مدعوم دوليا يقوم أساسا على بيان جنيف 1، لكن تفاصيل ذلك لاتزال غير معلومة حتى الآن لدينا. ولكن ما هو واضح أن العلاقات السعودية الإيرانية، وكذلك العلاقات المصرية الإيرانية بدأت تنشط فى الآونة الأخيرة فيما يتعلق بالوضع السورى ومع تنامى مخاطر الإرهاب فى سوريا، ولكن لا أعتقد أن إيران يمكن أن تبدى مرونة تجاه تنحى الأسد، على الأقل خلال المرحلة الانتقالية، وبالنسبة لروسيا فنحن نحضر لزيارة قادمة إلى موسكو ربما نحصل من خلالها على تفاصيل أكثر.