طبقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، فإن عدد الشباب المصريين في الفئة العمرية من 18 إلي 29 عاما يبلغ 20 مليون نسمة، بنسبة 23.7% من إجمالي السكان. إذا وضعنا في الاعتبار أن هذه النسبة ترتفع مع مرور السنين، وتزيد أيضا بشكل كبير، و إذا وصلنا بالفئة العمرية إلي سن الأربعين،نجد أن الغالبية العظمي من القوي الفاعلة في المجتمع المصري هي الشباب بمفهومه الواسع، وهو ما ظهر جليا خلال ثورتي 25 يناير و30 يونيو . لذلك، فإن اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بتعظيم دور الشباب في الحياة السياسية، وتكليفه جريدة «الاهرام» بعقد ندوة موسعة تشارك فيها كل القوي الشبابية، للخروج برؤية مستقبلية حول هذا الدور ، خاصة فيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية، امر ينبغي ان تتعاون فيه كل التيارات السياسية من اجل مستقبل هذا الوطن. لقد عاني الشباب سنوات طويلة تهميش دوره بشكل عام، وفي الحياة السياسية بصفة خاصة، ومن حقه الآن ان يشارك وبقوة في كل نواحي الحياة العامة بمصر . وعلي الأحزاب والقوي السياسية أن تشجع المشاركة الشبابية، برفع نسبة الشباب الموجودين في المستويات القيادية المختلفة بها، وتشجيع ترشحهم علي قوائمها الانتخابية، وتسهيل مشاركتهم في الدوائر الفردية أيضا في الانتخابات البرلمانية. وعلي المستوي التنفيذي، لابد ايضا من زيادة نسبة الشباب في كل المستويات القيادية، وتوفير المناخ المناسب لإيجاد جيل ثان وثالث ورابع في كل المواقع بجميع المحافظات. كما لابد من إتاحة الفرصة أمام الشباب للترشح والعمل في المجالس المحلية التي تشكل عصب العمل السياسي الحقيقي، لأن هذه المجالس هي التي ستفرز كوادر شعبية حقيقية، يمكنها بعد ذلك دخول معترك البرلمان، وقيادة الحياة السياسية في مصر . لمزيد من مقالات رأى الاهرام