تعتزم بعثة الحج هذا العام أن يكون خط سيرها فى الحج: من القاهرة، إلى مطار جدة، ثم إلى مكة، ثم إلى عرفات، ثم إلى المزدلفة، ثم إلى مكة، ثم إلى منى، ثم إلى مكة؛ بحيث يتم التوجه من المزدلفة إلى مكة مباشرة وأداء طواف الإفاضة وسعى الحج ثم التحلل الأكبر، ثم التوجه بعد ذلك إلى منى ورمى جمرة العقبة الكبرى، فهل هذا جائز فى حج التمتع، أم يتعين التوجه من مزدلفة إلى منى لرمى جمرة العقبة الكبرى قبل التحلل الأكبر؟ تقديم طواف الإفاضة على رمى جمرة العقبة جائز شرعًا عند الجمهور، وصححه المالكية مع إلزامه بدم. واستدل الجمهور بما روى مسلم فى صحيحه عن عبد الله بن عمرو -رضى الله عنهما- قال: سمِعْتُ رسولَ الله r وأتاه رُجلٌ يومَ النَّحرِ وهو واقف عند الجمرة فقال: يا رسول الله، حلقتُ قبل أنْ أرميَ؟ قال: (ارمِ، ولا حَرَجَ)، وأَتاه آخر، فقال: إنى ذبَحتُ قبلَ أن أرْميَ؟ قال: (ارمِ ولا حرج)، وأتاه آخر، فقال: إنى أفضْتُ إلى البيتِ قبل أَنْ أرميَ؟ قال: (ارْمِ ولا حَرَجَ)، قال: فما رأيتُه سُئِلَ يومئذ عن شيء إلا قال: (افعلُوا ولا حَرَجَ). أما التحلل فهو قسمان: التحلل الأول، أو الأصغر: وتحل به محظورات الإحرام ما عدا النساء، ويحصل بالحلق عند الحنفية، وبالرمى عند المالكية والحنابلة، وبفعل شيئين من ثلاثةٍ مِن أعمال يوم النحر عند الشافعية (واستُثْنِيَ منها الذبحُ حيث لا دخل له فى التحلل). والتحلل الثاني، وتحل به كل المحظورات، ويحصل بطواف الإفاضة فقط بشرط الحلق عند الحنفية، وبطواف الإفاضة مع السعى عند المالكية والحنابلة، وباستكمال الأعمال الثلاثة عند الشافعية. وبناءً على ذلك: فلا مانع شرعًا من التوجه من مزدلفة إلى مكة لطواف الإفاضة، قبل رمى جمرة العقبة، ولا يلزم فاعلَ ذلك جبرانٌ.