أعرب رئيس وزراء إسبانيا ماريانو راخوى عن تقديره لمكانة مصر الإقليمية والعلاقات الثنائية المتميزة، مؤكدا دعم بلاده الكامل لمصر فى جهودها الحالية لإعادة إطلاق اقتصادها وبناء نظامها الديمقراطى، مثمناً عودة مصر لدورها القيادى فى المنطقة، وتطلعه لمزيد من تطوير العلاقات المصرية الإسبانية. جاء ذلك خلال استقباله بشكل استثنائى لوزير الخارجية سامح شكري، الذى يزور إسبانيا حاليا للمشاركة فى أعمال المؤتمر الوزارى حول الاستقرار والتنمية فى ليبيا. وتناول لقاء الوزير شكرى مع رئيس الوزراء راخوى تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها فى شتى المجالات، مبرزاً الجهود التى تقوم بها الحكومة الحالية لإصلاح الاقتصاد وتجاوز التحديات الراهنة المصرية وتهيئة المناخ الملائم لجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال الأجنبية فى مختلف المجالات منوهاً بمؤتمر دعم الاقتصاد المصيرى المقرر عقده فى بداية العام القادم، كما تناول شكرى تطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية، وعلى رأسها الجهود المصرية المحورية فى تأمين استمرار التهدئة بقطاع غزة والأوضاع فى العراقوسوريا، بالإضافة إلى الخطر المتزايد لظاهرة الإرهاب التى أصبحت تمثل تهديداً إقليمياً ودولياً خطيراً يتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهته فى إطار شامل لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية المختلفة فى المنطقة. كما وجه الوزير شكرى الدعوة لرئيس الوزراء الأسبانى لزيارة مصر فى الفترة القادمة، معرباً عن تقدير مصر للبيان الذى أصدرته اسبانيا لإدانة الحادث الإرهابى الذى وقع فى سيناء مستهدفاً مجموعة من أفراد الشرطة. كما عقد شكرى خلال الزيارة جلسة مشاورات ثنائية مع نظيره الإسبانى خوسيه مانويل مارجابو بحضور وفدى البلدين، حيث تناولت الجلسة تطورات العلاقات الثائية بين البلدين ، وكذلك عددا من الموضوعات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الوزير شكرى استعرض خلال جلسة المشاورات ما تم تحقيقه من خطوات على صعيد خريطة الطريق، وجهود الحكومة المصرية لإنجاح عملية التحول الديمقراطى وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإقرار القانون والنظام، وما تبذله من تضحيات لمواجهة العنف والإرهاب، فضلاً عن تناول تطورات العلاقات بين البلدين، وسبل تعزيزها لاسيما على الصعيد الاقتصادى منوهاً بالجهود التى تقوم بها الحكومة من أجل تهيئة المناخ الملائم لجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال وسبل تذليل كافة العقبات أمام تدفق المزيد من هذه الاستثمارات وعرض المشروعات العملاقة التى يجرى تنفيذها فى مصر سواء مشروع قناة السويس او تنمية الساحل الشمالى او المثلث الذهبى وغيرها. كما تناول شكري عدد الموضوعات الإقليمية وعلى رأسها الأوضاع فى ليبيا بالنظر إلى استضافة إسبانيا للمؤتمر الوزارى حول الاستقرار والتنمية فى ليبيا، حيث أكد الوزير شكرى على ضرورة دعم السلطات الشرعية والمساهمة فى إعادة بناء مؤسسات الدولة خلال المرحلة القادمة، وكذا دعم المبادرة المصرية التى تبناها اجتماع دول الجوار الجغرافى لليبيا. وتطرقت المناقشات إلى الأوضاع فى العراق فى ضوء نتائج مؤتمر باريس حيث تم التوافق على أهمية دعم الحكومة العراقية الجديدة خاصة فى جهودها لتحقيق التوافق الوطنى بين أبناء الشعب العراقى بكل طوائفه حتى يتسنى له التصدى لخطر الإرهاب وخطر المساس بوحدة العراق، وتناولت المباحثات كذلك تطورات الأوضاع فى سوريا، حيث اتفق الوزيران على أهمية الحل السياسى للأزمة السورية بما يحفظ لسوريا وحدتها و يحقق التطلعات المشروعة للشعب السورى نحو إقامة نظام ديمقراطى حقيقى تعددى يحفظ لسوريا وحدته.