تمر أوقات يتخيل فيها الانسان أنه أكثر من يتعرض للظلم في هذه الدنيا. في العمل، في المنزل وحتى ضمن النشاطات الرياضية. هذا الشعور بالظلم يتولد عنه رغبة بالانتقام في بعض الأحيان أو رغبة بالرحيل والابتعاد أحياناً أخرى. ليس من أحد يختلف على أن هذا الشعور بالظلم له أثر سيء على الانسان. لكن هل يمكن التغلب على هذا الشعور؟ هل يمكن الاستفادة منه بدلاً من الاستسلام له؟ جائتني صديقه لي منهارة من البكاء وبسؤالها عن السبب قالت ( حاسه بالقهر و الظلم اني مش عارفه آخد حقي ) بعد تعب اكثر من سنتين مع ابنتها ذات الاعوام القليله ووعد من الكابتن بدخولها الفريق فجأة تظهر النتيجة بغير لائق رغم انها تنطبق عليها جميع المواصفات لاعتبارات كثيرة ومن ضمنها مافيا النشاط الرياضي في النادي وأشياء اخري نترفع عن ذ ّكرها هنا وبالمصادفه تعرضت في نفس اليوم لموقف اشعرني بالقهر الداخلي نتيجة سوء فهم زميل لى فى العمل وأكتشفت أنه أحساس مخيب للآمال و شعور بحرقه شديده في الصدر تكاد تأكل إحساسك بالأشياء من حولك, تتفاوت الناس في تقبل هذه المشاعر السلبيه التي تتراكم نتيجة الحدث الأليم من وجهة نظرة الذي يمر به(الظلم أو القهر) و يشعر بأن نواياه الطيبه هي سبب ضعفه وبالتالي يكون عليه توجيهها لمزيد من الشك والريبه على الاخرين ، كلها مشاعر تنتابنا. السؤال هل المطلوب منك التصرف إزاءها كملاك ؟ والتعامل معها بمثاليه وحكمه ؟ برأيي أن الظلم هو أقسى شعور بالألم والأحساس بالقهر يكسر النفس ويجعل الأنسان يشعر بالعجز والألم و ليتها كانت مجرد حرقه صدر فصديقتي مثلا فقدت الامل بالحياة لاحساسها بالعجز في الدفاع عن حق ابنتها. التغلب على الشعور بالظلم يتطلب جهداً كبيراً بالنسبة للبعض. لمعرفة مقدار هذا الجهد عل كل شخص أن يقييم بشكل عام تصرفه تجاه الظروف السيئة التي يتعرض لها. إذا كنت ممن يحسون بأن كل شيء يقف ضدك في كل أمور الحياة فأنت على الأغلب تتأثر بالشعور بالظلم أكثر من غيرك. أما إذا كنت تظن أن الحظ يحالفك في كل شيء فعلى الأغلب تقديرك للظروف القاسية على أنها ظالمة هو قريب للحقيقة وليس مبالغاً فيه التخلص من الشعور بالظلم يمكن أن يتم بشكل تدريجي ولا بد أيضاً للتغلب على هذا الشعور من جهد داخلي نفسي تقوم به لوحدك لكي تمنع الشعور بالظلم من التغلغل في أعماقك. تحلى بروح ايجابية كلما أمكن، حاول أن تتفاءل بالمستقبل، اجعل من الشعور بالظلم حافزاً لاثبات النفس في النهاية. إذا كان الشعور بالظلم يلفك ولا تستطيع التغلب عليه تجنب أمراً واحداً (الانتقام ) فهذا الشعور الخبيث يرافق الشعور بالظلم دوماً. بدلاً من الانتقام، ضع هدفاً لنفسك يعوضك عن الظلم الذي لحق بك. [email protected] لمزيد من مقالات شروق عياد