أكدت انجر اندرسون نائب رئيس البنك الدولى لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن مصر تقوم الآن بالعديد من الإصلاحات الإقتصادية الهامة والحرجة والتى كان يجب القيام بها من سنوات وعلى رأسها إعادة هيكلة الدعم لتخفيض عبء الموازنة وتوصيل الدعم الى مستحقيه الى جانب تبنى سياسات للحماية الإجتماعية للحد من اى آثار سلبية لهذا الخفض ،مشيرة الى أن هناك العديد من الإصلاحات المهمة التى يجب القيام بها خلال الفترة المقبلة. وأشارت خلال المؤتمر الصحفى الذى عقدته امس فى بداية زيارتها للقاهرة ضمن جولة بالمنطقه إلى أن البنك مهتم بمشروع قناة السويس الذى بدأت مصر فى إقامته خاصة محور التنمية الذى سيتم انشاؤه فى منطقة قناة السويس، مضيفة أن قناة السويس الجديدة تعتبر إضافة جيدة لمحاور التجارة الدولية وأنها مهمة مثل توسيع قناة بنما الذى شارك البنك الدولى فى تمويلها.موضحة أنها ستقوم خلال لقائها بالمسئولين المصريين بالتعرف على تفاصيل أكثر حول المشروع وإمكانية مشاركة البنك الدولى فى محور التنمية والمشروعات الصناعية والإقتصادية التى من المتوقع ان توفر العديد من فرص العمل المستدامة. وقالت أن المحور يكتسب أهمية كبيرة من كونه يقع فى منطقة هى محور للتجارة الدولية ويمكن أن يتم التصدير منها لكل دول العالم وبالتالى هى منطقة واعدة للإستثمار وجاذبة للمستثمرين . وأضافت أندرسون أن البنك مهتم بمحور التنمية لدوره الكبير فى خلق فرص عمل كبيرة للمصريين وهى فرص عمل تتميز بالإستدامة والقدرة على النمو والتطور مما سيساهم فى الحد من مشكلة البطالة التى تعانى منها مصر والتى زادت فى الفترة الحالية. وقالت انجر اندرسون أن البنك الدولى سيقوم اليوم بتوقيع إتفاق مع الحكومة المصرية لتوصيل الغاز الى المنازل فى صعيد مصر بقيمة 500 مليون دولار بحضور رئيس الوزراء إبراهيم محلب وعدد من المسئولين، واشارت الى أن المشروع سيحقق وفرا كبيرا فى التكلفة التى كانت تتحملها الدولة وكذلك الأسر وتحقيق مزيد من الكفاءة فى توصيل هذه الخدمة للمواطنين.ويتوقع البنك الدولى أن تحقق الحكومة وفرا يصل الى 200 دولار سنويا عن كل منزل يتم إمداده بالغاز الطبيعى . وأوضحت أن البنك الأوروبى سيساهم فى تمويل مشروع توصيل الغاز للمنازل بتمويل قدره 79 مليون دولار ومن المتوقع أن يتم توقيع الإتفاق بين الجانب الأوروبى والحكومة المصرية قريبا. وكذلك هناك قرض من فرنسا للمشاركة فى هذا المشروع بقيمة 96 مليو دولار. ومن المقرر أن تقوم نائب رئيس البنك الدولى بعدة لقاءات مع كبار المسئولين فى مصر والوزراء لمناقشة تطورات الوضع الإقتصادى فى مصر والتعاون بين البنك ومصر فى الفترة المقبلة من خلال الأولويات التى تحددها الحكومة المصرية. وأشارت إنجر أندرسون الى إهتمام البنك الدولى بتمويل مشروعات الطاقة فى مصر التى من شأنها المساهمة فى حل مشكلة نقص الطاقة موضحة أن البنك له تاريخ كبير فى التعاون مع مصر فى مجال الكهرباء وأن البنك سيواصل تعاونه خلال الفترة المقبلة فى هذا المجال . وقالت أن الخطوة التى اتخذتها الحكومة المصرية الحالية بتخفيض الدعم هو قرار جريء وقوى وقالت أن البنك الدولى من الممكن أن يساهم فى مشروعات الطاقة الشمسية التى تمتلك المنطقة إمكانيات كبيرة فيها من الممكن إستغلالها .أما استخدام الفحم كأحد مصادر الطاقة فهو امر لايشارك فيه البنك الدولى لأن البنك لايمول اى شئ يتعلق بالفحم ولكن نركز على مشروعات الطاقة النظيفة ونشجع مصر على النظر الى بدائل أخرى لتوفير الطاقة، مضيفة ان البنك يدرك جيدا الأزمة التى تمر بها مصر وان الفحم مصدر موجود ومتوافر وان البدائل الأخرى لتوليد الطاقة تحتاج الى وقت ولكن نعتبر الفحم مصدرا للطاقة يحاول العالم تجنبه . واشارت أندرسون الى أن إجمالى تمويل البنك لمصر فى الفترة الحالية يصل الى 5 مليارات دولار للمساهمة فى قطاع الصحة والتعليم والبنية الأساسية وقطاع الطاقة والإسكان ، موضحة أن الإستراتيجية القطرية بين مصر والبنك يتم الإعداد لها الآن وتتضمن التعرف على آراء كل قطاعات المجتمع المصرى وكذلك كثير من المحافظات الى جانب الإعتماد على آراء الحكومة المصرية من خلال التشاور المستمر مع المسئولين المصريين . وأشار هارتويج شافير المدير القطرى للبنك الدولى فى مصر الى أن البنك يتطلع الى مساندة مصر فى العديد من المشروعات خلال الفترة المقبلة من خلال الإستراتيجية القطرية التى يتم إعدادها بالتعاون مع الحكومة المصرية وبالتعرف على آراء ممثلى المجتمع المصرى والتواصل مع كل المحافظات ،موضحا أن الإستراتيجية تستهدف بشكل عام تحقيق هدف البنك الرئيسى فى القضاء على الفقر وتحقيق التنمية . وقال أن الإتفاقية الجديدة لتوصيل الغاز للمنازل من المنتظر أن يستفيد منها 1.5 مليون أسرة مصرية فى 11 محافظة منها 3 محافظات فى صعيد مصر موضحا ان ربط المنازل بشبكات الغاز الطبيعى سيوفر على الإسر المصرية كثيرا من الجهد والوقت وكذلك التكلفة مقارنة بأسطوانات الغاز التقليدية .