يعيش أهالى وسكان الجزر النيلية المنتشرة فى محافظة أسيوط معاناة كبيرة تزداد وتيرتها مع قرب قدوم المدارس فلم يكن أحد يتوقع أن سكان هذه الجزر ذات الطبيعة الساحرة والتى تحيط بهم الخضرة والمياه من كل مكان يعيشون حياة أشبه بالبدائية حيث يعتمدون على الطلمبات الحبشية فى مياه الشرب والتى ترتفع بها نسبة المنجنيز والعناصر الأخري، كذلك يعتمدون على «الطرنشات» نظرا لعدم وصول الصرف الصحى لمعظم هذه الأماكن، وإذا انتقلنا للتعليم فحدث ولا حرج فلا توجد مدارس والمخاطر تحيط بالتلاميذ من كل جانب ناهيك عن بعد المسافة. يقول حسن هريدى من سكان جزيرة منشية همام :تعتبر الجزيرة مجموعة من الكثبان الرملية التى تكونت داخل النيل وأصبحت جزيرة وتسكنها كثير من الاسرة فى منازل متفرقة يعتمدون فى قوتهم على الزراعة والصيد. ويؤكد هريدى أن هناك صعوبة فى الدخول والخروج من وإلى الجزيرة حيث إن الاعتماد الكلى على المراكب الصغيرة» الفلوكة», كذلك نعتمد على الحطب فى طهى الطعام والبيوت يغلب عليها الطابع البدائي، وجميعها مكون من طابق واحد إلا بيتا أو اثنين مكونين من طابقين ونعتمد كذلك فى الشرب على المياه الجوفية من خلال الطلمبات الحبشية والتى ترتفع بها نسبة المنجنيز، والحمد لله أن الحكومة حنت علينا ووصلت لنا الكهرباء. ويؤكد ناصر عبد الرحمن مزارع وأقدم ساكن بالجزيرة- أن المخاوف دائما ما تنتابنا مع قرب دخول المدارس لأنه لايوجد بالجزيرة سوى فصل لتعليم الأطفال «مدرسة المجتمع التابعة لمنظمة اليونيسيف» ولكن بعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية ينتقل الطلاب للمدارس الإعدادية عبر مركب صغير وهو ما يؤدى لسقوط شهداء من أطفالنا كل عام ،وسبق أن تبرعنا من اجل إقامة كوبرى يربط بيننا وبين قرية منشية همام وبعد الانتهاء من الإجراءات الأولية توقف لسبب غير معلوم. وطالب ناصر بسرعة إنشاء كوبرى يصل بين الجزيرة ومنشية همام وذلك لتسهيل إخراج المحاصيل و وصول الخدمات إلى الجزيرة ونرجو أن ينظر إلينا المسئولون مثل باقى أبناء المحافظة ولو بإنشاء وحدة صحية تخدم الأسر الموجودة. وأضاف إبراهيم عصام مزارع وصياد أن الجزيرة تتعرض لعمليات النحر وتؤدى لسقوط قطع من أراضى الجزيرة وهو ما يمثل طعنة خنجر فى القلب حيث انتشار الدوامات المائية والتى تقتلع فى دقائق عدة قراريط بصورة سريعة ومرعبة وهو ما يتطلب سرعة رصف باقى أجزاء الجزيرة. وقال محمد عبد الرازق طالب بالابتدائي: أنا أذهب إلى المدرسة بالفلوكة وأركب ومعى نحو8 طلاب آخرين ويطالب إسماعيل كامل 10 سنين رابعة ابتدائي- بإنشاء مدرسة فى بلدهم كى لا يعانى أخوته كما يعانى يوميا, مؤكدا أنه يعانى كثيرا فى عملية التجديف، مضيفا ومعظم أصحابى تركوا التعليم بسبب المشوار.