اربعة عشر ساعة متواصلة من الطيران دون توقف قد يمضيها المسافرون داخل الطائرة اى اكثر من نصف يوم يقطعون خلالها قارات ويجتازون محيطات وبحارا وقد يطول الوقت فى بعض الرحلات حيث يزداد اليوم طولا اذا ما كان السفر من الشرق الى الغرب ويتعاقب الليل احيانا مرتين فى الرحلات من الغرب الى الشرق نظرا لاختلاف الوقت من قارة أمريكا عن باقى القارات الاخرى.. ناهيك عن تأثير السفر واضطراب الساعة البيولوجية فيظل الراكب يعانى منه احيانا لمدة أيام بعد انتهائه من رحلته الطويلة.. فماذا يقول خبراء طب الطيران فى هذا الشأن؟. بمجرد اقلاع الطائرة وبدء طيرانها على ارتفاع معين فى خط مستقيم تبدأ معها الرحلة الطويلة.. هنا قد يجد بعض الركاب أنفسهم خصوصا اولئك الذين يسافرون بمفردهم «معزولين» عن الأرض كما يقول خبراء طب الطيران فالراكب الجالس بجوارهم لا يعرفونه وقد لا يجدونه مسليا أو مرحا، وبالتالى لا يستطيعون التواصل معه وأطقم الضيافة الجوية مشغولون بالخدمة، أما أجهزة الترفيه فقد لا تكون صالحة للعمل احيانا والنوم قد لا يأتى فى رحلة جوية لتغير المكان بالنسبة لبعض المسافرين وهنا يبدأ شعور الراكب بالملل وربما يتحول الى «خوف» من الطيران تدريجيا أو احساس بانه «مسجون» داخل الطائرة وتبدأ الامور بالاستياء وقد يعانى بعض الركاب من شبه الاختناق النفسى رغم ان حالته الصحية جيدة نتيجة كل الأمور السابقة خاصة لمن هم قليلى السفر. وتبرز أمور قد تضر بالمسافرين على الخطوط الطويلة التى تتجاوز فيها الرحلة 8 ساعات طيران، وهذا ما جعل العديد من المختصين بمجال طب الطيران ينبهون لخطرها وتوعية المسافرين بها.. فعلى سبيل المثال فان راكب الدرجة السياحية وهى الدرجة الأكثر عددا واستخداما من قبل المسافرين جوا يجلس على مقعد لا يكون مريحا فى الغالب لضيقه ويسبب الجلوس لمدة تتجاوز 6 ساعات متواصلة تخثرا بالدم قد يؤدى الى حدوث الجلطات نتيجة عدم تحرك الراكب والبعض قد يعانى من آلام فى المنطقة السفلية من الجسم والخمول. أما الهواء فإنه لا يكون صحيا بما فيه الكفاية على الرغم من وجود أجهزة تدوير الهواء بالطائرات وان كان قرار منع التدخين على متن الرحلات الجوية قد خفف من الأمر كثيرا ولكن عدم التدخين قد يسبب لبعض الركاب توترا وصداعا ناهيك عن عصبية المزاج. كما ان هناك خطرا آخر لم يتم إيجاد حل له حتى الآن وهو التعرض للأشعة الكونية خصوصا على الارتفاعات التى تتجاوز 30 ألف قدم والخطوط الطويلة فوق المحيطات وفوق القطب المتجمد الشمالى وقد بينت الدراسات ان الطيران لمدة 4 ساعات توازى عمل أشعة كاملة للصدر بواسطة أشعة «اكس».