أخيرا وفى ضوء انفتاح السياسة الخارجية لمصر على المحاور الاقليمية والدولية , وفى ظل غياب الدور الاعلامى المصرى والعربى فى دول القارة بأسرها ,وترك الفضاء لقناة عربية تبث سمومها وتعطى معلومات لا مهنية ولا وطنية ولا مصداقية فيها,وإن كانت الخطوة متأخرة ولكن ان تأتى متأخرا افضل من ألا تأتى أبدا . كانت «الاهرام » سباقا فى التوجه الى الغرب اللاتينى لنقل الاحداث والتجارب السياسية والاقتصادية والثقافية الناجحة وأيضا القاء الضوء على المشكلات التى واجهتها هذه الدول وكيفية تفاديها من خلال نماذج رائدة مثل البرازيل والارجنتين وشيللى وبيرو وفنزويلا والمكسيك. وايضا لما تضمه هذه القارة من تكتلات مهمة مثل منظمة الدول الامريكية ومجموعة الريو وتجمع الميركسوروالاوناسور والسيلاك ووجود اكثر من دولة فى تجمع البركس ومجموعة العشرين, وايضا لما تضمه من جاليات عربية لها نفوذ كبير فى السياسة والاقتصاد. بالاضافة الى تغطيه ما تشهده قارة أمريكا اللاتينية من تصاعد أدوار للقوى الاقليمية والعالمية .تستطيع «الأهرام »وهذا دورها وقدرة التاريخى ان تقوم بدور استكشافى يقدم الاحداث بشفافية ومهنية للقارئ وللمسئولين فى الدولة المصرية . وقد كانت الاخبار تتوالى مع مجىء الرئيس البرازيلى دون تعليق كما لو كنا دولة عظمى تتطلع بعطف وشفقة على تلك النجاحات ولسان حالها يقول انه شىء جيد ان يحدث هذا فى البرازيل اما نحن فنسبق بخطوات وكانت هذه هى الكارثة بعينها ان تنظر الى تجارب الآخر من عال دونما تأمل بشكل فاحص لتلك التجارب وامكانية الاستفادة منها ونجح لولا داسيلفا وحول البرازيل من بلد على حافة الانهيار الى دولة اقتدار وبعد ان كانت مدينة صارت دائنة. أول الأهداف التى استشعرها الآن هى ما الذى يمكن ان يجعلنا قريبين قرابة تطبيقية لا نظرية فقط من أوجه الشبه بيننا فى مصر وفى البرازيل , أتحدث هنا عن مشكلات اجتماعية وفقر وجهل ومرض , كيف يتم الخلاص من هذا الكم المهول الذى يحمله كل مصرى من مشكلات وطن يحاول « هذه المرة « بعد 30 يونيو أن يرفع رأسه ليقول هذا انجاز مصرى . أما ما يلى من اهداف مستقرة فامر يتعلق بما يحدث فى مصر الآن من رغبة عميقة لدى الدولة المصرية فى الانفتاح على تجارب الدول المشابهة لنا من حيث الظروف الاجتماعية والاقتصادية , وكم من مرة سمعت فى الآونة الأخيرة وعبر أحاديث جانبية ,وأخرى مباشرة وواضحة, سعى كبير لدى بعض رجالات الدولة فى مصر الى التعرف على تجارب امريكا اللاتينية بوجه عام والبرازيل بصفة خاصة ليس من باب معرفة اخبارية , ولكن من باب الاستفادة العملية والتطبيقية , خاصة على المستوى الاقتصادى كسبيل الى تحقيق استقلال ناجز وهذا ما نجح لولا دا سيلفا فى صنعه امر آخر يرتبط بمهمتى وهو تلك الأمور التى ابتدعتها العقلية البرازيلية حينما ولى لولا دا سيلفا أصحاب الكفاءات والمهارة والابداع فطرحوا أفكارا مبتكرة وطازجة ساعدت فى الربط بين الدولة والشعب من خلال الشفافية والصراحة ومشاركة الشعب فى الحكم لدرجة مساهمته فى وضع الميزانيات التشاركية أضف إلى ذلك امرا فى غاية الاهمية ويتصل بعلاقات البرزايل بالعالم أنها صورة أكثر منطقية من الصورة القديمة لعدم الانحياز فالبرازيل لا تتدخل فى شئون الدول لكنها فى نفس الوقت ترتبط بقارات العالم المختلفة من خلال التجارة والاقتصاد حيث تدخل فى تكتلات اقتصادية مع عديد من دول العالم . ويبقى شىء اخير أضعه فى الاعتبار وهو ما الذى يمكن أن أكتبه عن البرازيل فى اختيار موضوعات جديدة لتجربة مضت لكن الجديد يكمن فى الجوانب الابداعية للتجربة وكيفية الاستفادة منها وهى ألا تكون المسألة تقليدا للتجربة البرازيلية , لكن يمكننا فهم هذه التجربة وتاكيد الأسس التى قامت عليها وأهمها أساسان عظيمان هما الارادة الشعبية والشفافية وبعد أن حطت قدمى البرازيل أتحدث عن أمل وحلم كبير وهو أن نكون نحن ايضا نموذجا تسعى بلاد كثيرة الى أن تحذو حذوه وأن يكون لدينا النموذج المصرى . وهنا نضع المهمة فى الامر بين نظرة متاملة فاحصة للنموذج البرازيلى ورغبة وارادة طموحة فى نموذج مصرى .ف «العين» على البرازيل والذهن فى مصر .