تغنت الحكومات السابقة واللاحقة بتطبيق مصر سياسة الشباك الواحد الذى يسمح للمستثمر بتأسيس الشركة فى 24 ساعة ، ولكن مشكلة التراخيص تعطله عن مزاولة المشروع لأكثر من خمس سنوات. هذا ليس مبالغة ولكنها الحقيقة خاصة بالنسبة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة فى المحافظات التى تتطلب من المستثمر أن يلف كعب داير ليعرض دراسة المشروع على جميع الوزارات المعنية وغير المعنية حتى يحصل على موافقتهما الميمونة بأن المشروع لا يشكل خطرا لا على البيئة ولا الامن ولا.. ولا .. وهكذا يدوخ المستثمر خاصة صغار المستثمرين من المصريين السبع دوخات حتى يحصل على الترخيص اللازم لبدء النشاط... ياناس يا بلد يا شعب .. مصر تحتاج لدعم الإستثمار والمستثمرين خاصة الصغار منهم لأنهم يشكلون 90% من المشروعات فى أى بلد ، الكبار يعرفون طريقهم جيدا لكن الصغار يعانون البيروقراطية والفساد وتضارب الاختصاصات بين الوزارات .. فإذا كنا نرغب فى اقتصاد قوى فعلينا بدعم المستثمر الصغير، وهذا لا يتطلب أموالا ولكن يتطلب ضمائر وقلوب ، ضمير وطنى.. وقلب يتمنى الخير للجميع. تحت الكوبرى قلبى مع الباعة الجائلين، ولكن قلبى على وجه مصر الحضارى أكثر إنحيازا. والحل الذى وفرته الدولة بإقامة منطقة الترجمان كسوق مفتوح جيد خطوة طيبة ولكن ينقصه شئ واحد وهو تحديد مكان وملكية الموقع للمشروع. كان لابد من إقامة أكشاك محددة على هذه المساحة مفتوحة الإتجاهين للمرور بينها وأيضا وضع جدران وسقف لهم يحدد المكان والنفوذ. وهذه المنطقة لا تكفى وحدها وهناك إقتراح بإقامة أكشاك بطول كوبرى أكتوبر بحيث توفر مساحات جديدة وتتيح فرص أكبر للمتعاملين فى الأماكن الملائمة بعيدا عن التقاطعات والساحات الكبيرة والميادين .. مطلوب أن نفكر ، وأن نجد حلولا عملية ، وان نضع قوانين نلزم بها من يفوز بهذه الاكشاك بأن يراعى البيئة ولا يستخدم مكبرات الصوت وينتقل بثقافته من بائع متجول إلى تاجر صاحب محل. هذه الفكرة ستسمح بتسجيل كل هؤلاء التجار وإظهار جزء من جبل الجليد المسمى بالاقتصاد الموازى. المهندس إبراهيم محلب الذى حقق الإنطلاقة للمقاولين العرب قادر على إبتداع سبل جديدة لتشغيل أبناء مصر من العاطلين ومنح الباعة الجائلين أماكن آدمية تتيح لهم فرص الرزق. أهم شئ أن تتوافق خطة محطات ومواقف الميكروباص والأتوبيسات العامة مع أماكن تواجد الباعة الجائلين بحيث يكون هناك زبائن وقدرة شرائية تمكنهم من الإستمرار، وإلا سيكون هذا الجيش الكبير من العاطلين والباحثين عن الرزق شوكة فى ظهر الحكومة.