وسط فرحة عارمة .. وشعور بالفخر والاعتزاز بالانجاز الكبير .. تستقبل مصر صباح اليوم ابطالها من الشباب فى اوليمبياد نانجينج بعد وصول البعثة قادمة من بكين فى رحلة شاقة استغرقت حوالى عشرين ساعة .. لم يخفف من وطأتها سوى الاحساس بان الجميع حقق الهدف بالحصول على 11 ميدالية متنوعة منها ثلاث ذهبيات وفضيتان وست بروزنيات .. لتناطح بلاد الفراعنة الكبار للمرة الاولى فى قائمة الميداليات وتحجز مقعدا بينها. وخلال رحلة العودة الشاقة من مدينة الذهب ..كان هناك جو من الاحتفال بين جميع افراد البعثة سواء مسئولين او لاعبين .. الجميع انصهر فى بوتقة واحدة تحمل «فرحة مصر» .. وكان للنجوم اصحاب الميداليات النصيب الاكبر من هذا المشهد النادر .. وفى المقدمة باالطبع الرباعة سارة احمد بطلة الإولمبياد وصاحبة اول تتويج للبعثة فى الدورة .. ويليها السباح الرائع احمد اكرم بطل سباق 800 متر حرة .. وتطل عليهما هدير مخيمر التى نالت فى الزوجى المختلط للرماية المركز الاول مع لاعب مجرى .. .لذلك لم تحتسب ذهبية هدير وفضية الرامى محمد احمد فى الزوجى المختلط ونفس الشيء للاعب الغطس مهاب الكردي. و كان منتخب كرة اليد الفريق الجماعى الوحيد الذى مثل مصر له فضية بمذاق مختلف رغم خسارتهم الذهبية , نظرا لان مشوارهم كان حافلا بالصعوبات .. فقد تخطى المنتخب عقبات لها ثقلها مثل النرويج وصيف اوروبا بفارق هدف عن سلوفينيا التى حصلت على اللقب والبرازيل بطل امريكا الجنوبية اضافة الى منتخب قطر الذى كان لقاؤه له ابعاد اخرى غير معلنة بين المنتخبين . فى حين كانت البرونزيات من نصيب سيف عيسى فى التايكوندو .. ومحمد شاكر فى رفع الاثقال .. واحمد حسن جابر وحاتم عبدالله فى المصارعة .. واحمد طارق فى المطرقة. واذا كانت اللجنة المنظمة استبعدت ميداليات الزوجى المختلط ووضعت مصر فى المركزال 33 فى قائمة االميداليات برصيد ثمانية فقط .. فان الحظ تخلى عنها ايضا فى ضياع اكثر من ميدالية مؤكدة فى المنافسات مثل 400 متر حرة سباحة لاكرم الذى احتل المركز الرابع بفارق جزء من الثانية ..ونفس الشيء فى الرماية . وقد احتل التنين الصينى المقدمة فى المقدمة يليه نظيره الامريكى ثم روسيا . واذا كانت االفرحة تسود جميع افراد البعثة برئاسة المهندس شريف العريان الا ان اللواء مجدى اللوزى رئيس جهازالرياضة العسكرى كانت فرحته مضاعفة .. لان أولاد المؤسسة حققوا سبع ميداليات من اجمالى 11 ميدالية .. فلغة الارقام تقول ان ابناءه حصلوا على ذهبية وبرونزية رفع الاثقال .. وذهبية فضية الرماية .. وبرونزية اطاحة المطرقة .. وبرونزيتان فى المصارعة . وفى تعليقه على هذه الطفرة الرائعة االتى تبشر بالكثير خلال المرحلة المقبلة وفى مقدمتها اوليمبياد ريو دى جانيرو .. يقول اللواء اللوزى ان ما تحقق لم يكن وليد الصدفة بل نتيجة اعداد وتنظيم على اعلى مستوى ..وانه شخصيا قالها فى احد البرامج التليفزيونية بعد دورة سنغافورة عام 2010 ان مصر ستحصد حوالى عشر ميداليات فى نانجينجستكون معظمها من ابناء المؤسسة العسكرية التى ستتأهل للاشتراك فى الدورة بثلاثين لاعبا ولاعبة . واضاف اللوزى ان جهاز الرياضة العسكرى يتبع الاسلوب العلمى فى كل شيء .. وراهن على مجموعة اللاعبين التى احتضنهم استعدادا لاوليمبياد الشباب ... وحرص على توفير كافة الامكانيات والتسهيلات لهم.. لان من وجهة نظره «البطل يصنع ولا يولد» ..وبالتالى فان الاجواء المستقرة والاستعداد الجيد يضع اللاعب على منصة التتويج. واشار اللوزى إلى انه لابد من الاشادة بدور اللجنة الاوليمبية والاتحادات والجهاز الفنى والطاقم الطبى والادارى وأخص بالذكر اتحاد رفع الاثقال واليد والقوى والمصارعة.. مؤكدا على التعاون والتنسيق معها فى كل شيء.. وهو ما كان وراء وضع ايدولوجيةجديدة لنجوم الرياضة فى مصر خلال المرحلة المقبلة بين الطرفين .. وانه يتمنى ان تحذو جميع الاتحادات نفس المنوال فى التخطيط. ويأمل فى عمل تقييم فنى لجميع اللاعبين سواء الذين احرزوا ميداليات او اصحاب المراكز المتقدمة او من اخفق فى ذلك ووضع هذا التقرير امام اللجنة الفنية باللجنة الاوليمبية ودعوة جميع الاتحادات لدراسة هذا التقرير للبدء فى انتقاء واختيار مجموعة من اللاعبين سواء من الذين شاركوا او من لم يشاركوا. وكشف رئيس جهاز الرياضة العسكرى عن ان مصر خسرت اكثر من ميدالية مؤكدة قبل انطلاق اوليمبياد الشباب بسبب غياب لاعبى بعض الاتحادات المؤثرين ممثل الجودو والملاكمة ...وانه يتمنى فتح ملف كل اتحاد اخفق سواء فى التأهل او فى اثبات وجوده فى نانجينج حتى يتم علاج الاخطاء ...وبالتالى لا يتساوى من ينجح مع غيره فى الميزانية المخصصة له. واضاف اللوزى انه على يقين من انه لن يتأخر فى تكريم البعثة بعد وصولها الى القاهرة سواء من ابناء المؤسسة او من خارجها .. وانه يرى ان ما تحقق مجرد خطوة فى طريق طويل خاصة فى ريو دى جانيرو .. وأن ابطال نانجينج نواة طيبة للمستقبل بشرط الاهتمام بهم وتوفير الاعدادالجيد وحل كافة المشاكل المتعلقة بهم والتى يمكن أن تؤثر عليهم لاسيما من الناحية المالية .