في حفل تاريخي لن يخرج من ذاكرة العالم بسهولة ..طوت مدينة نانجينج أمس الصفحة الاخيرة من اوليمبياد الشباب وسط حضور عدد كبير من زعماء العالم والقيادات السياسية في الصين ..حيث تفوق الختام في كل شيء علي الافتتاح .. وتميز كالعادة بالناحية التاريخية التي تعبر عن تقاليد بلاد التنين .. لتلقي بكلمة الوداع وتسلم الراية الي العاصمة الارجنتينية بيونس ايريس في النسخة المقبلة 2018. بدأ الحفل باستعراض الدول المشاركة حيث تولي النجم الذهبي احمد اكرم صاحب المركزالاول في سباق 800 متر حرة رفع علم مصر .. ثم انطلقت العروض الفنية من العارضين المشاركين.. وخطف نجوم البوب سواء العالميين او الصينيين الاضواء واشعلوا حماس المدرجات التي احتشدت بالجماهير واعضاء البعثات المتواجدين .. وجاءت كلمة رئيس اللجنة الاوليمبية الدولية توماس لتشيد بالتنظيم والجهد الكبير لكل من شارك فيها . ومع الزفير الاخير من الحفل .. جري تسليم العلم الاوليمبي الي مسئولي دورة بيونس ايريس وسط اجواء رائعة .. ما بين دموع بلاد الذهب علي انتهاء العرس.. وفرحة بلاد التانجو التي باتت علي موعد معه بعد اربع سنوات. وبعيدا عن حفل الختام .. تغادر اليوم البعثة المصرية بكين عائدة الي القاهرة بعد ان حصدت 11 ميدالية منها ثلاث ذهبيات وفضيتين وست برونزيات .. وكانت المصارعة والغطس اصحاب البسمة الاخيرة في قائمة الميداليات .. فقد حصد المصارع حاتم عبد الله برونزية وزن 100 كليو جرام بعد تغلبه علي منافسه من طاجيكستان بالتفوق الفني الواضح... ليرتفع رصيد اللعبة الي برونزيتين ويفي الاتحاد برئاسة حسن الحداد باكثر مما قطعه علي نفسه قبل الدورة ... فقد شارك بخمسة لاعبين من بينهم لاعبة واحدة هي حبيبة طارق .. الميدالية الاولي كانت من نصيب احمد حسن جابر والذي يمثل الجزء الثاني لكرم جابر ليس فقط من ناحية القرابة باعتباره خاله .. ولكن ايضا لاسلوبه المتميز .. اما الثانية فكانت لعبد الله والتي هزت صالة اللعبة لاسيما بعد غناء زملائه أغنية «تسلم الايادي» .. حيث شاركه كل من تواجد في الصالة من الاجانب وتراقصوا جميعا علي النغمات وسط فرحة واضحة من الجماهير. وفي تعليقه علي هذا الانجاز .. قال انه كان حريصا من اللحظة الاولي علي اسعاد الشعب المصري وقيادته السياسية التي حرصت علي متابعة كل كبيرة وصغيرة بصفة عامة والمصارعة بصفة خاصة .. وهو ما ترجمته الاتصالات الهاتفية المتتالية لوزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز ومجلس ادارة اللجنة الاوليمبية برئاسة المستشار خالد زين في دعم اللعبة خلال الفترة الماضية. . وانهي الحداد حديثه بانه يعد بان تظل المصارعة صاحبة تواجد قوي في ميداليات الاوليمبياد .. وانه يتعهد بالفوز بميداليتين في دورة ريو دي جانيرو المقبلة .. ولكن المهم توفير الاعداد اللازم واستمرار مساندة الوزارة واللجنة الاوليمبية خلال الفترة القادمة. وكانت الفرحة العارمة بالسباح العالمي والاوليمبي احمد أكرم (18 عاما) ليست فقط لتتويجه بالميدالية الغالية ..ولكن كانت هناك حسابات اخري لم تكن في الخاطر عندما انطلق «الدرفيل المصري» للقمة . وقال المهندس ياسر ادريس رئيس إتحاد انه يهدي هذه الميدالية للشعب المصري وان الاتحاد رسم خريطة جديدة للعبة .. فقد تسلمت الاتحاد منذ 2008 وترتيبنا الاخير عربيا وافريقيا.. وكان مجرد الحلم بميدالية اوليمبية امرا مرفوضا تخيله ولكن الحلم اصبح حقيقة .. وتصدرنا اللعبة علي المستوي العربي والافريقي ...وهانحن نحقق الميدالية الاوليمبية .. وهذا لم يأت من فراغ ولكن بالاسلوب العلمي والمثابرة .. واستطعنا تحقيق العديد من الانجازات رغم ان الطريق غير ممهد .. حيث ان الاتحاد ليس لديه حمام للتدريب ويقوم بتأجيره من هيئة الاستاد. واضاف ان السباحة الطويلة والقصيرة والغطسوكرة الماء جميعها تحت مظلة اتحاد واحد .. فاالدعم الذي حصلنا عليه ومقداره 750 الف جنيه يشمل الاعداد لدورة بتسوانا ........ وكانت اللعبة سببا في ترجيح كفة مصر للفوز بالدورة لتأتي جنوب افريقيا في المركز الثاني .. كما ان هذا الدعم والكلام لا يزال لياسر ادريس شمل الاعداد لاوليمبياد الشباب في نانجينج. ويؤكد رئيس اتحاد السباحة انه بالرغم من ان رقم اكرم يؤهله للدخول ضمن الثمانية الكبار في دورة ريو دي جانيرو الا انه لا يعد بميدالية في هذه الدورة ولكنه يؤكد ان مصر ستحصل علي ميداليتين احدهما ذهبية والاخري فضية .. بشرط ان يتم منح الاتحاد الامكانيات الجيدة.