حالة حوار

اردغان.. أ نا الدولة

ولاكلمة.. هو رجل «مسخرة» بمعنى اللفظ، مفتون بذاته الى درجة الجنون، ولا يعنينى- هنا- بكثير او قليل، ان رجب طيب اردوغان حصل على اصوات ما يزيد على 51% من الكتلة الانتخابية التركية وبات رئيسا للجمهورية..
ولكننى- كروائى- مشغول حقيقة بتأمل شخصيته وخصاله وسلوكاته العجيبات جدا.. وبصرف النظر عن نزوعه الى اطاحة فرص عبد الله جول فى رئاسة الحكومة، حتى يشعر براحة اكبر حين تخلو الساحة من رفيقه المزمن.. وبصرف النظر- كذلك- عن انه مال الى الجمع بين رئاسة الجمهورية ورئاسة حزب التنمية والعدالة، فلما تذمر اعضاء الحزب من تلك الرئاسية المفرطة وببرطمواب راح يدعم صعود احمد داوود اوغلو (وزير خارجيته) الى رئاسة الحكومة، وهو رجل أريب مطيع وديع سيمتثل لارادة اردوغان على نحو منسحق، وسيصبح ظلا باهتا له وصوتا خافتا حوله.
اردوغان يعيش- كأى مصاب بالبارانويا (جنون العظمة)- حالة تمرغ فى فضاءات الالتذاذ بتلك الرئاسة التى لا يمل الحديث عنها بانها ستمتد الى عام 2023 (وكأنه يضمن الفوز فى انتخابات المدة الثانية بعد خمس سنوات)، سابحا وسط نغمات الاغنية التى الفها له انصاره فى اثناء الانتخابات: (أشرقت شمس جديدة على بلادى.. وحل على أرضها أمل جديد.. بإرادة قوية وقلب كبير).
هو مثل لويس الرابع عشر يحس- الان- انه الدولة والدولة هو، وانه مصدر السلطات.. وبالقطع فان بعض تصرفاته تؤكد شذوذه وجنونه واضطراب جهازيه النفسى والشعورى.. فقد اطلق اسمه على المطار الجديد فى اسطنبول (اكبر مطار فى العالم)، فضلا عن استاد اردوغان، وعَبَارة اردوغان، وسد اردوغان فى (أرتفين)، وجامعة اردوغان فى (ريزا)، وخطوط ترام اردوغان، وعطر مستحدث باسم اردوغان، وسٌمى نوع جديد من الاسماك (رجب)، وكذا نوع جديد من الزهور أطلق عليه اسم: رجب.
ألم يثبت لكم- بعد- اننا بصدد الحديث عن رجل مخبول ومسخرة؟!
ولا كلمة!!
لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع