أكد اللواء محمود الحفناوي مدير أمن جنوبسيناء الجديد في أول حوار صحفي مع الأهرام أن المرحلة القادمة سوف تعتمد علي التواجد الأمني في كافة مدن المحافظة خاصة السياحية. وذلك بهدف تفعيل أداء عمل ضباط وأفراد الشرطة بما ينعكس علي أمن وسلامة المواطن السيناوي ومن ثم تعود السياحة إلي ما كانت عليه قبل العام الماضي. مشيرا إلي أهمية العمل الميداني وتواجد القيادات الأمنية بالمحافظة بين الضباط والأمناء والأفراد والجنود للعمل علي رفع الروح المعنوية وأنه سيتم الوصول بالعملية التأمينية إلي أعلي مستوياتها خاصة تأمين المناطق الجبلية الوعرة من خلال الاستعانة بالعناصر الشرطية والتعاونية علي درجة عالية من الكفاءة باعتبار جنوبسيناء من أبرز مناطق الأمن القومي المصري ويجب دعمها جيدا. في البداية سألنا اللواء الحفناوي.. ما تفسيرك لتكرار حوادث الاختطاف للسائحين والسطو المسلح خلال الأيام الماضية بالمحافظة؟ في البداية أحب أن أوضح أنه لا يوجد نظام أمني في العالم يستطيع التأمين بنسبة100% دون أن تحدث أخطاء, ونحن نقوم بدورنا من خلال وضع الخطط الأمنية التي تحول دون وقوع الجريمة, وتوفير الامكانات اللازمة لها من ضباط وأفراد, ونحاول أن نؤدي واجبنا علي أكمل وجه لمنع حدوث الجريمة أوالتوصل لمرتكبيها وتقديمهم للعدالة. وكيف ستتعامل مع الوضع الأمني غير المستقر بالمحافظة خلال المرحلة المقبلة ؟ منذ أن توليت المسئولية قبل أيام قليلة كانت تعليماتي واضحة وصريحة من البداية بضرورة ترتيب البيت من الداخل من خلال عقد لقاءات مع الضباط والجنود والأفراد بهدف بث روح الثقة فيهم من جديد, ولأنني عملت لفترة طويلة في المباحث الأمر الذي جعلني احتك بالعمل الميداني للضباط, ومتفهما لمتطلباتهم وأسباب القصور التي قد تبدو علي أدائهم, وهذا يؤدي بالتالي الي إضفاء شعورا بالثقة لكل المتعاونين معي من ضباط وجنود وأفراد, وفي نفس الوقت أصدرت تعليماتي بتفعيل خطط التواجد الأمني من حيث الكثافة العددية والحملات المتكررة علي المكان الواحد, مع الوضع في الاعتبار بأن الأمن إحساس وليس مجرد تواجد وتكدس, ولو فقد المواطن شعورة بالأمن سيظل خائفا حتي لو وضعنا مدرعة أسفل كل منزل, مع الوضع في الاعتبار ضرورة التواصل مع المواطنين وترسيخ الشعور لديهم بأنهم آمنون في مسكنهم وعلي أموالهم وأعراضهم, وفي الوقت ذاته فأننا كأجهزة أمن نحتاج في تلك المرحلة الي ثقة الناس ومعاونتهم لنا, وإذا وثق المواطن في رجل الشرطة ستقابل هذه الثقة بتوفير الحماية اللازمة وبما يحقق أقصي درجات الأمان للطرفين ويؤدي الي تقليل الجهد المبذول في القضاء علي حالة الانفلات الامني بالمحافظة. وكيف ستترجم هذا علي أرض الواقع.. خاصة وأن سيناء لها طابع خاص في ظل وجود موروث قديم بالعداء بين الشرطة والبدو؟ البدو هم سكان المحافظة وأهلها, وكما يقال أهل مكة أدري بشعابها فإذا لم يحدث تعاون بين الأمن والبدو فسنظل ندور في تلك الحلقة المفرغة, ولا يجوز أن نعاملهم من منطق الاستقواء, وأقصر الطرق للتعامل معهم هو طريق الصدق والمصارحة لأن البدوي بطبعه يتمتع بذكاء فطري, وطيبة نظرا لطبيعة البيئة التي نشأ فيها, ومشكلات البدو لا تنحصر في الأمن فقط, وهم لا يسعون الي الصدام معنا وإنما هي مجموعة من التراكمات التي أورثها النظام السابق من إهمال في النواحي الاقتصادية والاجتماعية وشعورهم بالانتماء الي الوطن, ونحن لا نملك عصا سحرية لحل تلك المشكلات التي لا تدخل في اختصاصاتنا, ولكننا كجهة أقرب لمشاكلهم وأكثر التحاما بهم نحاول الوساطة بينهم وبين الجهات المختصة لحل تلك المشكلات والوقوف علي أسبابها وعدم تكرارها في المستقبل. ما هو أول قرار اتخذته عقب توليك المسئولية؟ العبرة ليست بالقرارات, فقد تكون غير محسوبة ومن الممكن أن تؤدي إلي نتائج عكسية, ولكني أعطيت تعليمات الي الضباط والجنود بالاقتراب من المواطن والتفاعل معه مما يعكس الشعور بتواجد الأمن وترسيخ مفهوم الشرطة في خدمة الشعب, ومثال علي ذلك حادث السير الأخير للاتوبيس السياحي بطريق شرم الشيخ والذي وقع في السادسة من صباح أمس الأول وتوجهت ومعي قيادات الأمن بالمحافظة إلي موقع الحادث بعد ربع ساعة فقط من وقوعه ورافقت المصابين إلي المستشفي للاطمئنان عليهم والتعرف علي الجثث المجهولة وكان لذلك أثر طيب ورد فعل ايجابي سواء في نفوس المصابين و المواطنين الذين تصادف مرورهم علي الطريق واعتبر أن هذا هو التصرف الطبيعي لأنه كان من الممكن أن أكون أنا أو أحد أقاربي في حادث مماثل. هل تنوي عقد لقاء قريب مع مشايخ القبائل؟ بالفعل من المقرر أن أعقد لقاءا موسعا مع شيوخ القبائل في أقرب وقت لبحث مشاكلهم والتعرف عليها, خاصة وأن لقائهم مع الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء منذ أيام كان مثمرا وله مردود جيد علي النواحي الأمنية وعودة الاستقرار مرة أخري ويؤكد هذا ارتفاع نسبة السياحة الأجنبية في الأيام القليلة الماضية ماهي أهم المحاور التي سيتضمنها اللقاء مع شيوخ القبائل؟ أهم هذه المحاور هو التعاون علي تحقيق الأمن والاستقرار بالمحافظة ومن ثم سيؤدي ذلك إلي رواج النشاط السياحي الذي يستفيدون هم منه في المقام الأول وأننا في مركب واحد وأن المردود الأكثر من ترسيخ الأمن في المحافظة سيعمل علي جذب الاستثمارات والنهوض بالأنشطة التجارية السياحية التي يعتمد عليها أبناء المحافظة بشكل أساسي كمصدرا للدخل, وسوف أطال المشايخ بأن نكون يد واحدة لأننا شركاء في تحقيق هدف واحد وهو النهوض بالمحافظة هل هناك علاقة بين حملات الأعتقال العشوائي للبدو والأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة من خطف للسائحين وسطو مسلح؟ أحب أن أوضح أن أجهزة الأمن بالمحافظة لا تصدر أوامر اعتقال وهناك فرق بين الأعتقال وضبط عدد من المشتبه في ارتكابهم تلك الجرائم واحالتهم للنيابة العامة للتحقيق معهم حول ضلوعهم في ارتكاب تلك الجرائم من عدمه وهي جهة التحقيق المختصة باثبات ادانتهم أو تبرئتهم, ولا توجد حالات ضبط عشوائي وأنما يكون القبض علي المتهمين بناء علي تحريات ومعلومات تقوم بها المباحث الجنائية تفيد تورط هؤلاء المتهمين في الجرائم. ما ردك علي أن أخطاء القيادة الأمنية السابقة في العامل مع البدو كان أحد أهم أسباب تلك الأزمة؟ لن أتحدث عن الماضي ودعونا نطوي تلك الصفحة بكل ما لها وما عليها ونبدأصفحة جديدة مع المواطن السيناوي تقوم علي أساس التعاون المشترك والشعور بالمسئولية من الطرفين. هل وضعت خطة لتأمين السياح والمنشآت السياحية بالمحافظة لضمان عدم تكرار مثل الحوادث السابقة؟ بالطبع قمت بوضع خطة أمنية شاملة تعتمد علي تكثيف التواجد الأمني أمام المنشآت الحيوية بالمحافظة وحتي يشعر السائح بوجود الأمن في الشارع مما يبعث داخله الطمأنينة, ولا تعتمد الخطة فقط علي التواجد المكثف والشكلي بل قمت بتشكيل فرق بحث لجمع معلومات كافية عن تحركات الخارجين عن القانون بهدف التوصل إلي أي معلومات تفيد في اجهاض الجريمة قبل وقوعها. أخيرا..هل أنت متفائل باستقرار الحالة الأمنية في المحافظة؟ بالطبع متفائل, خاصة ونحن نؤدي واجبنا علي أكمل وجه دون تقصير, ومنذ أن توليت المسئولية وأنا حريص علي التواجد بين المواطنين في الشارع بالمحافظة وتفقد الحالة الأمنية علي أرض الواقع وهو ما يجعل المواطن والسائح يشعر بالأمن والأمان.