تلك هى قناة السويس هرم مصر الرابع ، ومصدر فخارها بين العالم، هى الشريان الرابط بين القارات، رسول المحبة والسلام والتعاون للبشرية جمعاء، تلك القناة التى تمثل عملا ملحميا مصريا خالصا يربط بين الاجداد والاحفاد، ويؤكد أن المصريين سائرون على طريق الازدهار متمسكون بالسيادة الوطنية واستقلال القرار السياسي. كان يوما رائعا شرفت مع اسرة الاتحاد المصرى للثقافة الرياضية بالاعداد له ودعوة نخبة من نجوم الرياضة والفن والاعلام للتشرف بزيارة موقع العمل لقناة السويس الجديدة هناك حيث يصنع التاريخ الجديد لمصر الحاضر والمستقبل، وتشرق شمس المجد الذى يكلل جبين مصر بالغار والفخار بين الامم مدى الحياة، ووجدنا كل الدعم من الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس النموذج المشرف للقيادى المحنك، فهو الى جانب خبراته الادارية انسان متواضع جدا، ولما لا وهو خريج المؤسسة العسكرية المصرية وحفيد الاديب المصرى الكبير مصطفى لطفى المنفلوطي، واللواء محمد شمس مساعد اركان حرب الجيش الثالث، واسرة الاتحاد المصرى للشركات بقيادة الدكتور حسنى غندر السكرتير العام، مائة من النجوم كل فى مجاله يمثلون نخبة الرياضيين والفنانين والاعلاميين، اجتمعوا على حب مصر، وآمنوا بمستقبلها، وأهمية الالتفاف حول المشروعات القومية الجديدة ودعمها، توجهوا مع بزوغ الشمس الى الاسماعيلية فى قافلة تضم حافلتين وعددا من السيارات الخاصة، ورغم الاستيقاظ المبكر او عدم نوم البعض خشية ان يتخلف عن الركب، الا أن الابتسامة كانت تملأ المحيا ،والسعادة تغمر الجميع انهم على موعد مع التاريخ الذى يسطر لمصر الجديدة. مالفت نظرى فى الرحلة الى جانب ان حجم الاعمال التى نفذت بالفعل تبشر بالخير، وان معدل الانتاج يسير وفق ما خطط له حتى إننا علمنا ان الانتهاء من الاعمال بإذن الله سيكون خلال احد عشر شهرا فقط وأن المقرر لعبور أول سفينة فى المجرى الجديد هو الشهر الثانى عشر اى مع اكتمال العام تماما، وهو ما يعنى أن المصريين يملكون من العزم والاصرار ما يكفى لتحقيق كل التحديات وتجاوز كل العقبات، فهاهى القناة الجديدة ستنجز بإذن الله فى عام واحد، بينما التى سبقتها انجزت فى عشر سنين، وشارك فى حفرها نحو مليون مصرى من اصل اربعة ملايين هم كل عدد سكان البلد وقتها، ودفع مائة الف منهم حياتهم ثمنا لتلتقى مياه البحرين الاحمر والابيض وتنطلق قناة السويس لتربط العالم، وتزداد مصر وموقعها الجغرافى فى قلب العالم اهمية لدى العالم، لذا كان طبيعيا أن يطلق على قناة السويس شعاره اراه يصادف اهله ففى مياهها عز ومنعة وسؤدد، وعلى شواطئها كنز تترجمه المشروعات المنتظرة. وأسعدنى ما سمعناه من الفريق مميش عن اهمية المشروع الذى سيفتح آفاقا جديدة لخلق مجتمعات عمرانية وكيانات اقتصادية تستوعب أكثر من مليون مواطن فى محاكاة لما رافق حفر القناة الاولى قبل 155 عاما من إنشاء مدن القناة: بورسعيد والسويسوالاسماعيلية، ما يخفف العبء عن الوادى الذى ضاق بسكانه، كما سيمنح المشروع الفرصة لبعض الشركات العريقة فى مصر، والتى تعمل فى مجالات الغزل والنسيج ودبغ الجلود على سبيل المثال لتجدد من نفسها وتقتحم عالم المنافسة بقوة من جديد. واستوقفنى فى الرحلة وانا أصافح أبناءنا الجنود الذين يمثلون مصر بكل مناطقها الجغرافية إنهم يتميزون باليقظة المطلوبة لحماية مستقبلهم وحلم بلدهم الذى سيصب فى صالحهم وصالح ابنائهم وجميع اهلهم، ووجدتنى اهتف من اعماقي: هؤلاء هم شباب مصر الحقيقيون، يعملون بلا ضجيج باخلاص وتفان، عن حب وباقتناع تام، لاينتظرون كلمة شكر ولا يبحثون عن منفعة خاصة ، آمنوا بوطنهم وعزته فتحملوا الصعاب من حرارة الشمس وقسوة الحياة، فيما نفر يدعى انه يمثل شباب الوطن يجلس فى الاستديوهات المكيفة يتحدث وكأنه مفوض منهم، يملأ الدنيا صراخا بشعارات لاتسمن ولاتغنى من جوع، ووجدتنى اعقد مقارنة بين الشباب الذين رأيتهم فى الموقع من مجندين وعمال، واولئك المرفهين القابعين فى الفضائيات او المنظرين بالشعارات والدعوة للتظاهرات والاعتصامات خلال السنوات الثلاث الاخيرة حتى تصدروا المشهد رغم انهم ضجيج بلا طحن، بينما البناءون الحقيقيون يعملون فى صمت ولا ينظرون الا الى المستقبل، فتحية لكل من يعمل من اجل مصر ولصالح مستقبلها ولا سامح الله من يحاول عرقلة مسيرتها. ليت المشهد العظيم الذى شرفت بمعايشته ليوم واحد فى أرض القناة الجديدة، يسود ويصبح المشهد الحاكم والغالب على كل امورنا فى مصرنا الحبيبة، ليت صوت الماكينات يعلو ويفرض نفسه، فى كل مجالات العمل والإنتاج، ليت شباب العاملين فى الحفر والمجندين يكونون القدوة لكل شباب الجيل. وليت الحكومة تنظم زيارات ميدانية للمدارس بعد انطلاق العام الدراسى الى أرض القناة الجديدة لنعزز الانتماء الوطني، وننمى فكرة العمل الجماعى والالتفاف حول مشروع وطنى. لمزيد من مقالات أشرف محمود