شنت نافى بيلاى المفوضة السامية لحقوق الانسان بالأممالمتحدة هجوما حادا على مجلس الأمن الدولى لوضعه الاعتبارات الوطنية فوق المصلحة الجماعية، فى الوقت الذى أكدت فيه سقوط أكثر من 191 ألف قتيل فى سوريا، دون تحرك من جانب المجتمع الدولي، مما تسبب فى زيادة شراسة القتلة والمدمرين. ووجهت بيلاي، التى تنتهى فترة عملها هذا الشهر بعد ست سنوات فى هذا المنصب، اللوم الشديد لمجلس الأمن لفشله فى اتخاذ قرارات حازمة ومبدئية لإنهاء الصراعات. وقالت بيلاى للمجلس: لقد كان للاعتبارات الجيوسياسية على المدى القصير والمصالح الوطنية الضيقة، الأولوية فوق المعاناة الإنسانية التى لا تحتمل وفوق الانتهاكات الجسيمة والتهديدات على المدى الطويل للسلام والأمن الدوليين. وأعربت عن اعتقادها بأنه كان يمكن إنقاذ مئات الآلاف من الأرواح، لو كانت هناك مسئولية أكبر من قبل مجلس الأمن، وحذرت المجلس من الصراعات التى لا يمكن التنبؤ بها فى سوريا وأفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونجو الديمقراطية والعراق وليبيا ومالى والأراضى الفلسطينية والصومال والسودان وجنوب السودان وأوكرانيا. ودعت مفوضة الأممالمتحدة، على وجه التحديد القوى الخمس التى تمتع بحق النقض فى مجلس الأمن، الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، إلى الامتناع عن ممارسة حقها فى الاعتراض فى الحالات التى يمكن فيها وقف أو منع الصراعات. وقالت بيلاي، فى تقرير صدر عن مكتبها فى جنيف، إن عدد القتلى من السوريين منذ اندلاع العنف فى مارس وحتى نهاية ابريل الماضي، قد بلغ أكثر من 191 ألف قتيل وانتقدت حالة الشلل التى يتم التعامل بها مع المأساة السورية. وأعربت بيلاى عن أسفها الشديد من أن القتال الدائر فى سوريا وتأثيره الرهيب على الملايين من المدنيين فى الدول العربية قد سقط من على شاشات الرادار الدولي. وقالت نافى بيلاى فى التقرير إنه برغم سقوط هذا الكم الهائل من الضحايا، فإن الأمر لم يعد يجذب الكثير من الانتباه الدولى فى وجود معاناة هائلة لهؤلاء، وأضافت أنه من الخزى أن يجرى السكوت على ذلك، وأكدت أن القتلة والمدمرين والجلادين فى سوريا زادت جرأتهم بسبب شلل المجتمع الدولي.