الحروب ليست غريبة ولا جديدة على مصر.. فلقد واجهت الغارات الكثيفة الجوية للطيران الألمانى والإيطالى إبان الحرب العالمية الثانية، التى سببت خسائر كبيرة فى الأرواح والمبانى 1939 1945، وكذلك خاضت حرب فلسطين عام 1948، وقاومت القوات البريطانية فى قاعدة القنال 1953 1954، والعدوان الثلاثى 1956، وحرب 1967، وكذلك حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر 1973، وتخوض مصر الآن حربا من نوع آخر، لأن العدو موجود خارج وداخل أراضينا.. عموما فإن الحروب لا تزعجنا ولا ترهبنا، ونحن قادرون عليها!. إن ما تقوم به القوات المسلحة والشرطة والأمن الوطنى ضد التكفيريين يعد ملحمة عظيمة، ولكن ما تقوم به الدولة فى مواجهة المسيرات الإرهابية، فإن ذلك يحتاج إلى إعادة نظر!! فعندما تتدفق مياه نهر فى مجراه ولا يتم تصريف المياه بنفس السرعة، فإن المياه تغرق الأراضى، وتسبب كوارث!! وهناك سباق بين القصاص والجريمة!! وعندما يكون طوفان الجريمة أسرع من العدالة والقصاص، فإن ميزان الأمن يختل!!.. إن القصاص البطئ يتسبب فى تراكم الفوضى، ويلغى بذلك حكمة الردع، وفى الظروف غير العادية التى تمر بها البلاد لا يصلح فيها أسلوب السلحفاة فى المواجهة!. والحقيقة.. أن الإجراءات الطبيعية فى تطبيق القانون بإلقاء قنابل الغاز، والقبض على القليل، والمحاكمات التى تطول (وبالمناسبة أين الدوائر الخاصة التى أعلنوا عنها)، فالإجراءات الحالية لا تصلح للحالات الاستثنائية من الفوضى العارمة التى تمر بها البلاد، والتى ثبت عدم نجاحها فى الردع!!.. نحن نتصرف كالطبيب الذى يحتم أن يستأصل ورما خبيثا لمريض، يعطيه بدلا من ذلك قرص أسبرين!. ومن هنا.. أطالب وفورا بإعلان حالة الطوارئ، وإنشاء محاكم طوارئ للحكم، والتطبيق العاجل للأحكام، لأن البطء فى الردع هو إجراء هزلى تقاعسى مرتعش يساعد على نمو وتوحش الفوضى!. وحسنا فعلت الحكومة بمنع أعضاء جماعة الهيومان رايتس ووتش من دخول مصر، لأن هذه جماعة تم تجنيدها والسيطرة عليها بالأموال بواسطة التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية!!.. ولا يصح أن تهتم وسائل الإعلام بعبث هذه المنظمة، والعالم الغربى صاحب اليد العليا عليها لن يرضى عنا حتى نخضع له، وهذا لن يحدث أبدا!!.. أما عن قادة الإرهاب فى مصر، والخارج، الذين يفكرون أنه باستطاعتهم هزيمة شعب وجيش وشرطة مصر، فأقول إن هذه هلوسة!! وهل يستطيع فأر أن يهزم أسدا إلا فى أفلام الكارتون التى تضحك الأطفال؟. سمير محمد غانم مدير عام بالمخابرات العامة سابقا