حذر الرئيس الأمريكى باراك أوباما العراقيين من أن »الذئب« على الباب، فى إشارة إلى تنظيم«الدولة الإسلامية«، داعيا إياهم إلى الإسراع فى تشكيل حكومة تضم مختلف الأطياف وإظهار الوحدة فى مواجهة التكفيريين. كما شدد أوباما خلال مؤتمر صحفى فى البيت الأبيض العراقيين من أن «الذئب على الباب». وشدد على ضرورة تشكيل حكومة موحدة ذات مصداقية، حتى يكسبوا ثقة الشعب العراقي. وتعهد الرئيس الأمريكى بانتهاج »إستراتيجية بعيدة الأمد« لمكافحة تنظيم »الدولة الإسلامية« الذى سيطر على مناطق واسعة من العراقوسوريا، مؤكدا أنه سيتفادى توسيع مهمة الجيش الأمريكى فى العراق، مؤكدا أن التكفريين لا يشكلون تهديدا للعراق فقط بل للمنطقة بأكملها. وعقب محادثات مع اثنين من كبار معاونيه للأمن القومى بشأن العراق، خرج أوباما ليعلن أن الضربات الجوية الأمريكية ساعدت القوات الكردية والعراقية على استعادة سد الموصل من أيدى الإرهابيين، وتفادى خرق محتمل للسد كان يمكن أن يرسل فيضانا يصل إلى بغداد. وقال إنه »ينبغى للعراقيين ألا ينجرفوا نحو إحساس كاذب بالرضا عن النفس مع إغفال الأخطار المحدقة بعد قراره استخدام الضربات الجوية ضد التكفيريين«. وأكد أوباما أنه إذا تم تشكيل حكومة عراقية بسرعة، فإن مختلف الحكومات فى الشرق الأوسط وحول العالم ستكون مستعدة لتقديم المساعدة بعد أن أحجمت عن فعل ذلك بسبب الشلل السياسى فى بغداد. يأتى ذلك فى الوقت الذى من المقرر أن يرأس فيه الرئيس الأمريكى جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولى مخصصة للبحث فى كيفية مواجهة خطر التكفيريين الأجانب فى كل من سورياوالعراق بحلول نهاية سبتمبر القادم. وتعتبر هذه ثانى مرة يرأس فيها أوباما اجتماعا لمجلس الأمن، بعد اجتماع أول ترأسه فى سبتمبر 2009 لدى حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان مخصصا لبحث ملف حظر انتشار الأسلحة النووية. وفى غضون ذلك، قال مسئول فى البعثة الأمريكية فى الأممالمتحدة إن أزمة التكفيريين الذين يسافرون إلى دول أجنبية ليست جديدة ولكن الخطر تفاقم أكثر من أى وقت مضي. وأضاف أن «الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى وفرت للمجموعات الإرهابية وسائل غير مسبوقة لنشر أيديولوجيتها الحاقدة وتجنيد عناصر جديدة، والنزاعان الدائران فى سورياوالعراق سلطا الضوء على هذا التهديد». ومن جانبه، أكد الجنرال الأمريكى المتقاعد ويسلى كلارك القائد السابق لقوات حلف شمال الأطلنطى »الناتو« إن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على سنوات من الصراعات تمتد لعقد كامل، مطالبا شعوب المنطقة بالاتحاد إن أرادت إلحاق الهزيمة بالتكفيريين، متمنيا لو أن واشنطن كانت قادرة على القيام بالمزيد لدعم المعارضة السورية المعتدلة. وقال كلارك، فى مقابلة مع شبكة «سى إن إن» تناولت الأوضاع فى الشرق الأوسط: أظن أن أمامنا سنوات وربما عقد كامل ستسود فيه الاضطرابات الشرق الأوسط، فالمنطقة كلها تمر بمرحلة عاصفة بطريقة أو بأخري، البعض منها نجحت السلطات بقمعه والبعض الآخر تمكن من البروز على السطح.