بعد ان اجهضت ثورة 30 يونيو المخطط الغربى لتقسم الشرق الاوسط التى كان جماعة الاخوان المسلمين احدى الادوات الرئيسية لتنفيذ هذا المخطط باشارة خضراء من الولاياتالمتحدةالامريكية. سعت كل المحاور الغربية للابقاء على شرعية المعزول محمد مرسى باعتباره المنفذ الرئيسى لأهم محاور المخطط الغربى فى التعامل مع التطرف و الارهاب المتأسلم، و يحسب لمصر انها أصبحت الحجر العثر فى طريق تنفيذ هذا المخطط بفضل قواتها المسلحة و الارادة الوطنية التى تكاتفت مع القوات المسلحة المصرية و أدركت ابعاد هذا المخطط. وبحسب ما أكده خالد مطاوع خبير الشئون السياسية والامن القومى ان الخطة البديلة للغرب التى يرعاها أمراء الارهاب المقيمون فى أوروبا و ينفذها أمراء الارهاب المتمركزون فى المنطقة العربية استهدفت خلق كيان لدولة جديدة بحدود جغرافية محددة ليكون وطنا مختارا لكيانات الفكر التكفيرى المتطرف يضمن ممارستهم السلطة و السياسة بأى وضع مادامت ستكون داخل إطار الحدود الجغرافية التى سيتم التمكن من إنتزاعها من أى دولة من الدول العربية، و هنا كانت العراق هى الدولة الأنسب لإنتزاع هذا الجزء منها بفضل الطائفية التى فرضتها الولاياتالمتحدةالامريكية بدعمها لنظام نورى المالكى ذو التوجه الشيعى فى مواجهة التوجه السنى فى العراق , وقد كانت الخطوة التى إتخذتها مجموعات داعش تحت مسمى الدولة الاسلامية بالعراق و الشام " داعش " ابلغ دليل على هذا التوجه و الذى تنازلت بموجبه العراق عن جزءا لاباس به من المدن لهذا التنظيم فى الاقاليم السنية تاركة وراءها من الاسلحة و الثروات و الاموال و حقول النفط مايؤهل هذا التنظيم على الانخراط فى بناء هيكل للدولة التى أطلقوا عليها دولة الخلافة الاسلامية. ويعتبر مطاوع ان هذا الكيان الجديد الذى نشأ فى العراق هو البديل الحى الحقيقى السريع او هو البديل للمخطط الذى كان يرمى لأن تكون سيناء هى هذا المكان المختار لهذه الدولة ، و كان على الغرب إتخاذ هذا القرار و السماح له بالتنفيذ على أرض الواقع فى أسرع وقت مع تعثر تنفيذه فى سيناء بعد تمكن القوات المسلحة المصرية من فرض سيطرتها على هذه المنطقة و إستعادة السيطرة الامنية عليها , و لعل هذا ما كان يمكن ان يطلق عليه احد بنود الاتفاق المبرم بين الغرب و الاخوان بحيث يتم دعم الاخوان و تمكينهم من السلطة فى دول الربيع العربى مقابل ايجاد وطن مختار لهؤلاء المتطرفين التكفيريين الذين اطلقوا على مجموعاتهم فى مسمى جديد لهذا الفكر تحت مسمى السلفية الجهادية و التى تبلورت مجموعاتهم فيما أطلق عليه جماعة أنصار بيت المقدس و جماعة أنصار الشريعة و السلفية الجهادية الى آخر تلك المسميات التى شرع تنظيم القاعدة فى إستخدامها. و كانت المجموعات السلفية الجهادية التى نشأت فى دول غرب أوروبا امثال جماعة ملة إبراهيم فى ألمانيا و النمسا إحدى تلك الجماعات التى أعلنت أن مصر بوجه عام و سيناء هى بمثابة أرض الميعاد لهم و أنهم ينتون الهجرة إليها ليتعايشوا حياة الاسلام الصحيح. ويشير مطاوع الى ان البند الثانى من المخطط يهدف ان تكون الدولة الجديدة ذات الحدود الجغرافية هى أرض الميعاد الجديدة لمعتنقى الافكار المتطرفة بحيث يتم تجميعم من كافة الدول فى إطار تلك الحدود ، و هذا ما أعلنت عنه داعش بالفعل، بحيث يتوافد عليها كل من يرى فى هذا الفكر ملاذا له او مستصاغا لكيانه الفكرى او المعتقدى بغض النظر عن جنسياتهم الاصلية و بالتالى يتم إستيعاب كل الجنسيات و خاصة الغربية و التى تشكل تهديدا أمنيا حقيقيا على الدول الغربية فى حالة عودتها الى دولها. و لتكون دولة ذات شعب مختلف الاجناس متحد الفكر يسعى لاقامة دولته و ادارتها بعيدا عن العمل الارهابى حتى و لو لفترة تضمن نوعا من الامن للدول الغربية و تقيها شر عودة مواطنيها من معتنقى تلك الافكار لدولهم ويضيف مطاوع ان البند الثالث والاخير يتمثل فى خلق مذهب جديد يكون الفكر المتطرف التكفيرى محوره الاساسى ليصبح محل صراع بين المذهب السنى و المذهب الشيعى فى المنطقة العربية بحيث يضمن وجود صراع دائم بالمنطقة العربية يجعل من التواجد الغربى و الدعم الغربى لكل طرف من أطراف هذه المذاهب هدفا له , و لتنفيذ هذا المخطط فعلى الغرب اتباع سياسات تخدم هذا الاتجاه و تدعمه سواء بشكل مباشر او غير مباشر مثل خلق ساحات صراع بالمنطقة العربية يكون للتطرف الاسلامى دور فيها ، سواء من خلال مايمكن ان يطلق عليه ثورات الربيع العربى او النزاعات الطائفية اوالنزعات الاستقلالية ، و غض البصر عن انتقال عناصر و قيادات الارهاب العالمى لهذه الساحات. ويستطرد مطاوع تحليلة بعدم دفع المجتمع الدولى بمحافله الدولية لاتخاذ اجراءات حاسمة و قرارات باته لتجريم دعم هذه المجموعات بل الميل فى بعض الاحيان لدعمهم و السماح لهم بكيانات تفاوضية او كممثلين فى المحافل الدولية فى ابلغ اشارة لعدم رغبتهم فى التعامل مع الانظمة الحاكمة بتلك المنطقة و لعل ما حدث من الاعتراف بالمعارضة السورية و المماطلة و المساومة التى مارسها الغرب بشأن الاعتراف بثورة 30 يونيو ابلغ دليل على هذا الاتجاه الذى يسعى لتسييس اى اتجاه يكون من شأنه زعزعة الامن و الاستقرار و ذلك من خلال خلق اكثر من شرعية بالدولة الواحدة ,وعدم الممانعة فى ممارسة المؤسسات التمويلية لأنشطتها الدعموية لتيارات التطرف و التكفير داخل الدول الغربية بحيث تتمكن من إجتذاب و نقل كل من يؤمن بهذا الفكر و تفريغ الغرب منه و تصديره الى مناطق الصراع او ارض الميعاد المعلنة. ومن اهم النقاط التى أكدها الخبير الامنى خالد مطاوع وكانت من احد اهم ادوات تنفيذ مخطط اللعب بالقضية الفلسطينية و اشعال الصراع الاسرائيلى الفلسطينى فى الاوقات التى تتحقق فيها اى نجاحات ملموسة لاى طرف عربى و ذلك لتشويه صورة المؤسسات و الحكومات و القيادات العربية امام شعوبهم و خلق بيئة مناسبة للاقتناع بالافكار و الايديولوجيات المتطرفة كاحد اقدر البدائل على ادارة الصراع العربى الاسرائيلى بعد النجاحات التى تحققها على ارض الواقع فى بعض الساحات