تواجه بعض الأمهات مشكلة إفشاء الطفل أسرار المنزل مما يحرجها أمام الأقارب والأصدقاء. والطفل حين يقوم بذلك تكون لديه أسبابه المختلفة وهى شعوره بالنقص، ورغبته فى أن يحصل على أكبر قدر من الاهتمام والرعاية وأن يكون محط الانتباه والإعجاب، كما تشرح د.هبة عيسوى أستاذة الطب النفسى بجامعة عين شمس. وتضيف أنه لذلك لابد أن تبدأ التربية الادراكية له من بعد سن الثالثة حيث يتولد مفهوم الإدراك لديه، وعلى أن تشرح له الأم أن كل إنسان ينبغى أن يتكلم عن الأشياء التى تخصه، ولا ينبغى التدخل فيما لا يعنيه. وعليها الحرص على أن تعطى طفلها مساحة يتكلم فيها عن نفسه وتشجعه على ذلك، ولا تجعله يحكى لها عن أصدقائه بعدم الاستماع له، مع توضيح أن الحكايات عن الآخرين غير مثيرة بالنسبة لها لأنها تهتم أكثر به هو شخصياً، وأن الحكايات التى لا تخصنا تعتبر نميمة أو فتنة. ولابد أن تشترك العائلة فى علاج هذه المشكلة فمثلاً: يجب على الأب والأم ألا يتكلما عن أشياء لا تخصهما أمام الطفل لأنه يتعلم من خلال التقليد والمحاكاة أكثر مما يتعلم من خلال التعليمات المباشرة "افعل ولا تفعل". وإذا بدأ الطفل يحكى ما يسمعه فى بيته للآخرين فينبغى ألا يتركه الوالدان يسترسل فى حديثه، بل يؤكدان أن لكل إنسان خصوصيته، ومن غير اللائق أن نحكى ما نسمعه سواء فى منزلنا من أسرتنا أو من الآخرين، وعلى الآباء أن يركزوا على تنمية قدرة الطفل على سرد كل ما يحدث له فى المدرسة أو الحضانة، أو مع إخوته وجيرانه، والأهم أن نستمع له باهتمام ونكافئه إذا التزم، بمزيد من الثناء و التقدير. وتؤكد د.هبة أن الأطفال الذين يقومون بإفشاء الأسرار أذكياء جداً لكنهم غالباً لا يحصلون على الاهتمام الكافى فى الأسرة وهذا ما يجعلهم يلجأون لتلك الحيلمن إفشاء الأسرار. والحل دائما فى يد الأم وذلك باحتواء الطفل وإغداق الحنان عليه وتجنب العقاب الشديد حتى لا يؤدى إلى نتائج عكسية.