بالتزامن مع الكشف عن أكبر مخطط إرهابى لاستهداف أبراج كهرباء الضغط العالى، أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة تعمل على مدى 24 ساعة لحل أزمة الكهرباء، موضحا أن مصر بها 54 محطة كهرباء لم يتم الالتزام ببرامج الصيانة الخاصة بها طوال السنوات الماضية،ولذلك تم تشكيل لجنة فنية من خبراء فى الكهرباء والجامعات والكليات العسكرية لمعرفة الموقف فى كل محطة على حدة، لحلها بشكل جذرى. وقال على هامش افتتاح مستشفى هيرمل إن الجزء الثانى من المشكلة سببه التخريب، حيث تم تنفيذ 300 عملية تخريبية الشهر الماضي استهدفت أبراج الضغط العالى وهى المصدر الرئيسى لنقل الكهرباء، ولكننا لم نتوقف ونقوم بالاصلاح، موضحا أن أجهزة الأمن توصلت إلى عدد من العصابات المتسببة فى تلك الأعمال الإجرامية، وسيتم حسابهم، هناك تشريع لتغليظ العقوبة، وأن تلك الأعمال أثرت على 20% من قدرة توفير الكهرباء للمواطنين على مستوى الجمهورية . وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى مشكلة قلة الغاز، حيث توقفنا خلال السنوات الأربع الأخيرة عن عملية اكتشاف الغاز بسبب عدم سداد المديونيات للشركات الاجنبية، وبالتالى انخفض انتاج الغاز، ولذلك تحولنا لاستخدام الوقود السائل مازوت أو سولار والذي يؤدي إلي انخفاض كفاءة المحطات. وأضاف أن هناك محطتين للكهرباء فى شمال الجيزة وبنها كان يفترض دخولهما الخدمة فى يوليو الماضى أو أغسطس ولكن شركات المقاولات لم تنفذ وسوف تحاسب على تقصيرها وعدم التزامها. وقال محلب: نحن نصارح الشعب بأن لدينا مشكلة فى الكهرباء ولكنها ليست بسبب إهمال أو تقصير أو إنعدام الجوانب الفنية، لأن القائمين على إدارة منظومة الكهرباء من أفضل العناصر العالمية، والحكومة لن تنام وسوف يكون هناك شفافية دائما وإطلاع المواطنين على المشاكل والحلول أولا بأول. فى هذه الأثناء، وبعد جهود استمرت أكثر من ثلاثة أشهر نجح قطاع الأمن الوطنى والعام فى الكشف عن أكبر مخطط إرهابى لاستهداف أبراج كهرباء الضغط العالى، وكانت المفاجأة تورط مسئولين بوزارة الكهرباء فى تلك الأحداث وتسريب معلومات سرية للعناصر الإخوانية الإرهابية عن شبكات أبراج الضغط العالي ومركز الطاقة. وتم ضبط 6 خلايا تضم 40 إرهابيا كانت تستهدف تفجير أبراج ومحولات ومحطات الكهرباء بمحافظات: الجيزة والمنوفية والغربية وكفر الشيخ والشرقية والإسكندرية. كما ضبطت أجهزة الأمن 30 تايمر تفجير و9 مفجرات و57 بطارية مختلفة الأحجام و20 هاتفا محمولا مجهزة للإستخدام فى عمليات التفجير، وعددا كبيرا من الأدوات والأجهزة والدوائر الكهربائية وخلايا ضوئية وورشة بها معدات كاملة لتصنيع المتفجرات، و22 ألف دولار و 17 ألف جنيه وأجهزة كمبيوتر تحتوى على إحداثيات حول أماكن أبراج الضغط العالى وأبحاثا عن خطوط الكهرباء. وكشفت التحقيقات التى أجراها قطاعا الأمن العام و الوطنى عن أن 12 مسئولا بوزارة الكهرباء شاركوا فى تلك الجريمة ويخضعون لتحقيقات مكثفة من قبل قطاع الأمن الوطنى بالإضافة إلى 25 من المهندسين و العاملين بمحطات الكهرباء الكبرى بالقاهرة والجيزة والمحافظات المؤثرة، خاصة الذين سهلوا تسريب المعلومات السرية من المركز القومى للتحكم والطاقة وهو من أهم المراكز بالجمهورية والذى من خلاله يمكن معرفة أحمال كل برج ومدى تأثيره. وكشفت التحريات أن شخصا يدعى طه محمد السلهوب كان وراء تسريب البيانات التفصيلية وغير المتداولة من المركز القومى للتحكم فى الطاقة من خلال بعض العناصر الإخوانية من العاملين بالمركز لتحديد المواقع التى يمكن إستهدافها فى أعمال تخريبية ضد أبراج الضغط العالى وكان لديهم بيانات تفصيليه عن جميع ابراج الضغط العالى المؤثرة وتقارير عن كل الخطوط والمحولات الكهربائية بجميع أنحاء البلاد وإحداثيات غرف المحولات الرئيسية والتى تعتبر معلومات سرية غير متداولة للعاملين بشركات الكهرباء لما لها من خطورة. وكشفت التحقيقات أن قيادات تلك الخلايا المنتشرة بالمحافظات كانت تخطط للتصعيد لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة حيث قاموا اجتمعوا بمدينة 6 أكتوبر ووضعوا خطة لإتلاف وتخريب عدد من أبراج الضغط العالى المؤثرة على شبكة الكهرباء.