مع اقتراب ساعة الصفر على انطلاق دورة الألعاب الأوليمبية للشباب فى مدينة نانجينج "أرض الذهب" غدا السبت، تحول مكان إقامة البعثات فى القرية الأوليمبية إلى خلية نحل، الكل انطلق يعلن استعداده وتحديه لحصد الميداليات، بينما عيون الجماهير تذهب يمينا ويسارا وسط هذه الأجواء الساخنة تترقب ما تسفر عنه النسخة الثانية من أوليمبياد الشباب. فى الوقت نفسه، حرصت دولة الصين على تأمين جميع الوفود المشاركة فى الدورة والبالغ عددها ما يقارب ستة آلاف فرد ما بين لاعبين وأجهزة فنية وطبية ورجال إعلام، حيث يتنافس اللاعبون فى هذا الحدث الهام فى صراع شديد على حصد ميداليات الدورة، لذلك انتشرت قوات المارينز فى الشوارع وداخل القرية وأماكن إقامة الوفود المختلفة فى مدينة نانجينج تحسبا لمخاطر أى عمل يسيء للدورة. وعلى الجانب الآخر، شهدت البعثة المصرية نشاطا مكثفا ما بين اجتماعات فنية للفرق المشاركة فى الدورة، خاصة بعد اكتمال قوام البعثة بوصول الفوج الثانى مساء أمس الأول لتكتمل منظومة المنافسات المصرية والبالغ عددها 142 فردا، منهم 83 لاعبا ولاعبة يتنافسون فى عشرين لعبة فردية، بالإضافة إلى كرة اليد وهى اللعبة الجماعية الوحيدة لتصبح بذلك بعثة مصر من أكبر ست دول تشارك فى هذه الدورة، خاصة بعد تأهلها بعدد 60 لاعبا فى اللعبات الفردية من بين 70 لاعبا، وهو الحد الأقصى المسموح به فى المشاركة فى هذه الدورة، وهو ما يؤكد أن شبابنا هو أمل المستقبل، حيث تمكن من تحقيق هذا الإنجاز فى ظل الظروف الصعبة التى شهدتها البلاد منذ يناير 2011. من ناحية أخري، صرح شريف العريان رئيس بعثة مصر بأنه تلقى اعتذارا رسميا من اللجنة المنظمة للدورة، وذلك بعد الخطأ الذى تسبب فى عدم اشتراك باقى البعثة الإعلامية التى لم تستطع الحصول على تأشيرة الدخول للصين، نظرا لخطأ فى كمبيوتر اللجنة المنظمة تسبب فى هذه المشكلة رغم المساعى الجادة التى بذلت من قبل إدارة البعثة المصرية والمهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة والمستشار خالد زين الدين رئيس اللجنة الاوليمبية. وأضاف العريان أن هذا الاعتذار جاء ليبرأ ساحة اللجنة الاوليمبية من أى تقصير تسبب فى هذا الخطا، مؤكدا أنه وبعيدا عن مشكلة بعض الإعلاميين وعدم فعاليات الدورة فإن جميع الفرق تتدرب فى الملاعب استعدادا للمنافسات التى ستنطلق من بعد غد الأحد، وتشارك مصر فيها فى 12 لعبة فى اليوم الأول، والأمل كبير فى أن تنافس مصر فى المراكز الأولى وبالتحديد المربع الذهبي، مثل كرة اليد، ورفع الأثقال، والسباحة، بالإضافة إلى التايكوندو، والقوس والسهم، وذلك يتوقف على قرعة المنافسات. وقررت اللجنة المنظمة للدورة أن يكون شعار حفل الافتتاح "شارك ألعابنا..تشارك أحلامنا"، وهو المبدأ الذى رفعته الصين منذ الموافقة على استضافتها دورة الألعاب الأوليمبية للشباب إيمانا منها بأن الشباب هو اضاءة المستقبل، لذلك تقرر أن يستغرق الحفل، كما جاء على لسان مديره شين وى يا، 90 دقيقة فقط، بينما كانت مدته فى أوليمبياد بكين ثلاث ساعات، وذلك بناء على تعليمات اللجنة الأوليمبية الدولية التى طلبت أن يجلس اللاعبون فى المدرجات، حتى يتمكن الجمهور من تحيتهم على أن يحمل كل لاعب أو لاعبة علم البلد فى حفل الافتتاح الذى سيشهد من زعماء العالم وفى المقدمة الرئيس الصينى والأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الروسى وتوماس باخ رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية وعدد آخر من الرؤساء ووزراء الشباب والرياضة من الدول المشاركة، حيث سيصل اليوم إلى نانينج المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة والمستشار خالد زين لحضور حفل الافتتاح مع نظرائهم من الدول الاخري. وكشف مدير حفل الافتتاح عن أنه تم تقليص الميزانية المخصص لها بحيث تقام بمما يقل عن نظيرتها فى اوليمبياد بكين 2008 بمقدار العشر، بحيث يشارك أكثر من أربعة آلاف شخص فقط وهو يعادل ثلث المشاركين فى بكين. وحول ما تردد عن إلغاء فقرات من الحفل فى حالة سقوط الأمطار، قال المسئول الصينى إنه سيتم الإلغاء فقط فى حالة لو كانت الامطار غزيرة، وشدد على كلمة الغزيرة، وسيكون ذلك مقصورا على الفقرات الفنية دون المساس بمراسم الحفل الأساسية مثل الشعلة. وكشف مدير الحفل عن بعض الملاح الرئيسية لها من خلال الإشارة إلى أنه سيتم استخدام تكنولوجيا خاصة ومميزة للعمل التخيلى يشاهدها مشاهدو التلفاز بينما سيحرم منها المتواجدون فى الملعب , وانه فخور بان المعدات المستخدمة صينية الصنع على عكس ما جرى فى أولبمياد بكين. وتجاهل المسئول الصينى الرد عن كيفية التعامل مع دول غرب افريقيا ولاعبيها فى ظل انتشار مرض الإيبولا، مشيرا إلى أن ذلك ليس من اختصاصه ولا يحق له الرد على ذلك.