{ القيادات الموجودة حاليا بوزارة الثقافة خاصة التي تم تعيينها أخيرا يمتازون إما بالاستبداد وإما بانعدام الموهبة.. بينما تم اغتيال الموهوبين والاكفاء.. وقد اثارت اختيارات لجان المجلس الأعلي للثقافة الكثير من الخلاف.. فبعد الاعلان عن ان اختيارات اعضاء اللجان سيكون من ترشيح الجمعيات الثقافية في مصر.. لم يتم اختيار اي من ترشيحات عدة جمعيات سينمائية.. فلجنة السينما تضم اغلب اعضاء مجلس ادارة المركز القومي للسينما الذين يمارسون دورهم في مكان اخر.. واسماء اخري من كبار السينمائيين كداود عبدالسيد ومحمد القليوبي وأسماء جديدة ستفيد العمل الثقافي مثل مني ربيع ومريم نعوم.. وصحيح ان الاغلبية اسماء محترمة لكن هناك أسماء اخري محتكرة للعمل الثقافي منذ عقود ولاتريد ان تفسح مكانا لغيرها.. ونفس الامر تجده متكررا في تغيير القيادات الذي قام به وزير الثقافة الجديد.. فرغم انه اطاح بخالد عبدالجليل من منصبه كرئيس للمركز القومي للسينما بعد ان جمع بيده كل صلاحيات العمل السينمائي في مصر الا انه منحه منصب رئيس قطاع الانتاج الثقافي وهو منصب اعلي اداريا.. ألم ينتبه للبيانين اللذين اصدرهما السينمائيون وموظفو مركز السينما مطالبين بعزله.. ألم يسمع ان طلبة المعهد العالي اعتصموا مطالبين بتغييره من رئاسة قسم السيناريو بمعهد السينما واستجاب عميد المعهد لرغبة الطلبة. { لكننا لانستطيع ان نتجاهل ان اختيار وزير الثقافة للمخرج مجدي احمد علي هو اختيار جيد بالطبع.. فهو يمتلك قدرات ادارية معروفة.. وهو من ابناء المركز أساسا وانحيازه للحرية معروف.. لكن هل سيحسم مجدي أيا من الملفات الصعبة بالمركز وعلي رأسها ملف الدعم المفروض اعلانه منذ منتصف اكتوبر الماضي.. أو ملف المهرجانات التي منحت لمن لا يستحق وتجاهلت من هم أولي بالمساندة. { وبنظرة تحليلية لبرنامج السينما الذي تم إعلانه بمعرض الكتاب والتي انتهت أعماله منذ أيام قليلة سنجد إنه كان بائس وتقليدي ولا تابع أيا مما يحدث في العالم أو حتي في السينما العربية من أفلام وكتب كانت مجرد ندوات عن الأفلام والمسلسلات التجارية التي خرجت للمصريين خلال العام الماضي. { نفس التجاهل استخدمه وزير الثقافة مع المطالبين بتغيير د. سيد خطاب رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية والذي ارتكب مخالفة ضخمة في السماح بألفاظ نابية تخرج علي شاشة السينما في فيلم.. واحد صحيح بالإضافة لسماحه فقط بنصوص المشهورين من المبدعين بينما يمنع بعنف أعمال المغمورين والمبتدئين.. وعندما يسأل يشهر سيف أستاذ النقد الذي يسيطر علي خطابه ولا يعرف التفرقة بينه وبين دور الرقيب.. فيصر علي أن يحلل العمل الذي يأتي له فنيا رغم أن هذا ليس دوره.. والمذهل ان خطاب كان اكثر المنتقدين لزيارة الفنان أشرف عبدالغفور لمرشد الاخوان المسلمين د. محمد بديع.. وقد ذرفت أحبارا كثيرة في هذه القصة رغم ان الزيارة كانت مجرد عمل بسيط هدفه تقريب الأواصر.. ولكنه العصاب والعصبية التي أصبحت من سماتنا الأساسية اليوم. { قرار لابد من اتخاذه فورا يا سيادة وزير الثقافة الجديد وهو إيقاف العروض السينمائية التي تقام بدار الأوبرا دون حصول الوزارة علي موافقة أصحاب حقوق هذه الأفلام في مصر, وكما تعلمون فإن أي فيلم يعرض في الأماكن العامة أو الخاصة ماعدا المنازل يجب الحصول علي تصريح بعرضه من الشركة التي تملك حقوق توزيع الفيلم لأن عكس ذلك يعتبر قرصنة لحقوق الملكية الفكرية التي يحاسب عليها القانون, لقد سبق أن أثيرت هذه المخالفة من قبل وتفضل الدكتور عماد أبوغازي وزير الثقافة السابق بإرسال اعتذار إلي الشركة المالكة لحقوق الفيلم الذي عرض بدار الأوبرا ووعد بعدم تكرار هذه المخالفة خاصة أنه من المفترض أن وزارة الثقافة تحمي عن طريق أجهزتها المختلفة من رقابة علي المصنفات الفنية وشرطة حقوق الملكية الفكرية. فبأي حق يقام هذا العرض المخالف للقانون؟ هل أصبحت دار الأوبرا وهذا الصرح الثقافي العالمي مثل الحدائق العامة التي تعرض بعض الأفلام التسجيلية الخاصة بالهيئة العامة للاستعلامات؟, الجدير بالذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يقوم بمطالبة الشركات العالمية للسينما بإرسال بعض الأفلام لعرضها أثناء المهرجان ويقوم بدفع قيمة هذه الأفلام لحقوق الملكية الفكرية لأصحابها.