أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، أن زيارته الأخيرة للولايات المتحدةالامريكية كانت ناجحة وغطت جميع الموضوعات التى تهم مصر، مشيرا إلى أنه لمس انطباعا جيدا وتفهما للإصلاحات التى قامت وتقوم بها مصر خصوصا بعد إنجاز الدستور ثم الانتخابات الرئاسية ، حيث لم يبق سوى الاستحقاق البرلمانى لتكتمل خريطة الطريق. وقال محلب فى حواره مع «الأهرام» إن القمة الإفريقية الأمريكية التى شارك فيها نيابة عن الرئيس السيسى ناقشت جملة من القضايا فى ظنى أنها تعطى أملا للنهوض بالقارة الإفريقية، مشددا على ان الحل الوحيد لمواجهة الارهاب هو زيادة وتعزيز فرص التنمية لتكريس الوعى ضد الأفكار المتطرفة.
واعرب محلب عن أمله فى حدوث نتائج ايجابية فى المباحثات التى ستجرى الشهر الحالى مع إثيوبيا بخصوص ملف المياه، مؤكدا وجود تحديات فى إدارة هذا الملف على المستوى الداخلي . كيف يقيم رئيس الوزراء هذه الزيارة المهمة للولايات المتحدة؟ فى الحقيقة، كانت مشاركتى فى القمة الافريقية - الأمريكية نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى فرصة مهمة للالتقاء بعدد كبير من المسئولين الأمريكيين ورجال الأعمال ، وتأكيد الرؤى والمواقف المصرية الداخلية والإقليمية، وبلا شك كان هناك انطباع جيد ومريح وهناك تفهم كبير لموقف مصر ومجموعة الإصلاحات التى قامت بها الادارة المصرية منذ تولى الرئيس السيسي، حيث إن هناك نوعا من التقدير والاحترام خاصة مع الالتزام بخريطة الطريق التى تؤكد مصداقية هذا النظام ووجود رئيس جمهورية انتخب انتخابا حرا وشفافا ما هى أهم الملفات التى ركزت عليها خلال مداخلاتك فى اجتماعات القمة؟ أكدت دائماً أن التعاون يجب أن يكون فرصة للمعاونة على التنمية فى الدول الافريقية ونعطى نوعا من الأمل لشباب فى أفريقيا يبحثون عن العمل وفرصة للنهوض بافريقيا وهو سيكون حلا عمليا لمحاصرة الارهاب ، ما دام هناك جهل وفقر فإن الصيد سهل لهؤلاء الشباب . كما أثرت أهمية الاهتمام بالتدريب والتعليم الفنى وقلت إنه مسئولية مهمة لانجاح المخطط والتعاون لانه اذا كانت هناك استثمارات فإنه سيكون هناك عمالة ما يستلزم توحيد هذه البرامج وتنقيتها ورفعها لمستوى أعلى ، ما دام هناك جهاز داعم لذلك فى الولاياتالمتحدة ، ليس على مستوى مصر ولكن على مستوى الدول الافريقية. الدول الإفريقية لا تزال تعانى الإرهاب، وهو ما كان أيضاً حديث القادة الافارقة خلال جلسات القمة، ما هى رسالة مصر وفرص التعاون الإقليمى والدولى لمواجهة المد الارهابى فى الشرق الأوسط وإفريقيا؟ مصر تقوم بدورها فى مكافحة الارهاب ولن تتخلى عن ذلك لإرساء السلام فى المنطقة العربية والافريقية وهو ما يتضح من خلال حجم التضحيات الكبيرة فى محاربة الإرهاب ،فنحن نحمى العالم، واليوم أصبح الارهاب بلا حدود وأصبح كصناعة تحدث وتنمى وتجارة منظمة ويجب أن يكون هناك توافق إفريقى وعالمى لمواجهته، حيث أن قرار الرئيس الأمريكى باعتماد 110 مليارات دولار لمكافحة الارهاب يؤكد أنه خطوة على نفس رؤيتنا، حيث إن انعاكسات الارهاب ليس على المستوى المحلي.
وأرى ان الحل الوحيد لمواجهة الارهاب هو زيادة وتعزيز فرص التنمية لزيادة حجم الوعى ضد الأفكار المتطرفة. خلال وجودنا هنا فى واشنطن اعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى عن أكبر مشروع تنموى وهو قناة السويس الجديدة كيف تراه؟ مشروع قناة السويس يتعدى المحلية بالكامل وهذا يؤكد ان مصر ماضية بطريق صحيح فالواقع الاقتصادى كانت به صعوبات وتغير إلى مستقبل زاهر، وهو مشروع التحدى وأرى أنه طريق لإحداث تغيير كبير فى مصر ليس فقط على المستوى السياسى ولكن الاقتصادى والاجتماعي، فهذا المشروع أعاد أمجاد المصريين ولا بد أن يتم التعامل مع المشروع بنوع من التحدى والادارة لاستغلال كل دقيقة لمصلحة انجاز المشروع . لماذا يعتمد رئيس الوزراء دائما على الجولات الميدانية التى قد تتسبب فى الإرهاق الدائم، على الرغم من وجود عدد من التقارير من الوزارات لتقييم الأوضاع ؟ لا استطيع أن اعتمد على التقارير اليومية التى تقدم لى فقط، وهذا ما يدفعنى لعمل زيارات وجولات مفاجئة لوضع حلول واقعية، والجميع يستطيع أن يلمس نتائج هذه الزيارات، على رأسها متابعة تطوير مستشفى 185 طوارئ قصر العيني، تمت بعد زيارة سابقة اكتشفت خلالها وضعها السيئ، كذلك محاولات إعادة الحياة السمكية لبحيرة المنزلة لسابق إنتاجها، بعد جهود الشرطة فى بسط سيطرتها الأمنية فى مناطق بحيرة المنزلة والقضاء على البلطجة. كيف ترى رد الفعل الشعبى الآن بعد تمرير قرارات الإصلاح الاقتصادى وتحريك وترشيد الدعم؟ الجميع يرى انه قد تحدث احتجاجات هنا أو هناك لكن قبول الشعب التحدى والصعوبات يؤكد الايمان بقائده والنظر للغد بتفاؤل وتصميم على بناء مصر الحديثة والقوية . على هامش اجتماعات القمة كان لك عدد من اللقاءات الثنائية المهمة وعلى رأسها لقاء رئيس الوزراء الإثيوبى .. كيف كان اللقاء وما هى آخر التطورات فيما يخص سد النهضة؟ حديثى مع الجانب الإثيوبى كان حديثا وديا ومبنيا على أساس لقاء مالابو الناجح بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء الإثيوبي، ميليس زيناوي، وأكد الجانب الإثيوبى أنه يتفهم جيداً حق مصر فى المياه،كما أكدت له أن لنا الحق فى الحياة ، وهناك اجتماع بين وزراء الرى فى نهاية الشهر الحالى للنظر فى حل مشكلة سد النهضة بناء على النتائج الجيدة والمحاور والبنود العامة التى اتفق عليها الرئيس السيسى ورئيس الوزراء هيلاماريم ديسالين فى قمة مالابو، وأمامنا تحديات فى إدارة ملف المياه على المستوى الداخلي. هناك عدد من أبناء الجالية المصرية فى أمريكا أعلنوا تأييدهم ودعمهم لصندوق تحيا مصر لكنهم طالبوا بضمانات لكفاءة ادارة الصندوق .. ما هى الضمانات التى تقدمها الحكومة لإدارة الصندوق؟ هذا الصندوق، فكرة نبعت من ضمير رئيس الجمهورية، والأكثر أماناً أن يكون هو المسيطر على الصندوق، نحن نثق فى الرئيس ثقة كبيرة، وللصندوق سياسة معلنة، ولائحة تنفيذية وحوكمة إدارية. ما هى آخر الاتصالات الخاصة بالترتيب لعقد مؤتمر «الاقتصاد أو الاستثمار فى مصر»؟ هناك العديد من المسميات مازلنا نختار من بينها لتسمية هذا المؤتمر المهم ، من بينها «المؤتمر الاقتصادي» أو «فرص الاستثمار» أو «اكتشف مصر»، وآخر الاتصالات للترتيب لعقد المؤتمر كان هناك لقاء مع وزير المالية السعودى ووزير الدولة الاماراتى المختص بملف مصر فى القاهرة وتم تشكيل لجنة برئاسة وزيرة التعاون الدولي، نجلاء الاهواني، للاعداد والتنظيم والدعوة وتحديد المكان والزمان. ومن المتوقع أن يطرح عدد من المشروعات والملفات الكبيرة لدول العالم والخليج والامارات، خاصة ان هناك دعما قويا من دول الخليج للاستثمار فى مصر وبذلك من المنتظر أن تكون هناك مشاركة قوية من جانبهم فى المشروعات المطروحة. وما هى الرسالة التى ستؤكدها الحكومة خلال هذا المؤتمر ؟ سنبعث برسالة اطمئنان لحماية الاستثمارات على الأراضى المصرية، وسنؤكد أنه من واجب الحكومة مواجهة المشاكل التى تعترض المستثمرين المصريين والعرب والأجانب، مع الحفاظ على حقوق الدولة. طرحت خلال القمة عددا من الملفات المهمة منها الأزمة الليبية .. كيف تقيم الدولة المصرية هذه الأزمة وما هو دور الحكومة لتأمين المصريين والحدود مع ليبيا؟ هدفنا الأول هو حماية حدودنا ، كما نساند الشعب الليبى لتحقيق ارادته، لان العلاقة علاقة دم وأخوة واهم حاجة بالنسبة لمصر مكافحة الارهاب الذى يصدر لنا وعدم السماح بمساس أمن الأراضى المصرية، وطرحنا هذا الموقف أمام الرؤساء والقادة الافارقة خلال القمة، وتأكيد اهتمامنا بهذه القضية التى سيكون لها تأثير مباشر على مصر. وما هى نتائج مباحثاتك الثنائية مع رئيس وزراء الجزائر، عبد الملك سلال؟ اللقاء كان مهما للتأكيد على علاقات الصداقة القوية والتاريخية التى تربط بين البلدين والتى من شانها ان تتجاوز ما قد يواجه البلدين من تحديات على أصعدة عدة وتقريب وجهات النظر بهدف تعزيز التعاون المشترك بين البلدين. وتم الاتفاق على أهمية انعقاد اللجنة العليا المشتركة فى اقرب وقت ممكن لما لمثل هذه اللجان من اهمية قصوى فى تخطى العقبات التى قد تعترض مسيرة التعاون المشترك بين البلدين فضلا عن أهميتها لتوحيد الرؤى فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب من ناحية والأحداث الجسام التى تشهدها المنطقة من ناحية اخري، كما تم الاتفاق على تشكيل مجلس الاعمال المصرى الجزائري. ومتى سترسل الجزائر شحنة الغاز التى طلبتها مصر خلال زيارة الرئيس السيسى للجزائر بداية الشهر الماضي؟ الجانب الجزائرى أكد التزامه بتوفير ما تطلبه مصر من الغاز الطبيعي، وفى انتظار تحديد الطلبات المصرية. هل توافق الحكومة على توسيع نطاق استيراد الغاز الطبيعى من دول الجوار مثل اسرائيل فى ظل أزمة الطاقة؟ أى قرار يراعى مصالح الوطن ستتخذه الحكومة. هل يمكن أن تكون العلاقات المصرية الخليجية ، محورا وتكتلا سياسيا فى المنطقة لمواجهة الأزمات والنزاعات الاقليمية؟ العلاقات المصرية الخليجية الآن هى علاقات مصيرية وهناك دائماً تأكيد وحدة مصر واشقائها فى الامارات والسعودية ودائماً هناك تنسيق على اعلى مستوي، لأن امن الخليج من أمن مصر . هل ترى أن قطر قد تستجيب للمطالب المصرية بوقف الخطاب الإعلامى الموجه ضد مصر وتسليم المتهمين التابعين لجماعة الاخوان المسلمين؟ لا استطيع أن اتوقع ولكن أى أحد لا يحسب حساباته مع مصر ولا يقدر دورها فهو الخاسر واتوقع ان دور مصر محور وبيخلى ناس كثيرة تعيد حساباتها .. احنا ماشيين ومتقدمين ومن يلحق بمصر هو فى العين والقلب ومن يريد أن يبعد عن مصر لما يفكر مظبوط هايرجع مصر .. ما هى أولوية الملفات المطروحة على أجندة الحكومة الآن؟ لدينا عزيمة قوية لمواجهة كل التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على المستوى العام، من خلال إدارة رشيدة وإرادة قوية قادرة على تخطى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر، والعمل على اكتشاف مصر الجديدة واستثمار ما تملكه من إمكانات تساعدها فى التقدم والازدهار. والحكومة لديها خطة متكاملة للتنمية فى كل القطاعات تهدف إلى جذب مزيد من الاستثمارات لتوفير فرص عمل جديدة، واقتحام الصعوبات والتحديات التى تواجه الملف الاقتصادى من خلال معالجة التشوهات الموجودة فى الموازنة، والعمل على إعادة توجيه الدعم بهدف ايصاله إلى مستحقيه. وأرى أن ملف الإصلاح الإدارى ومكافحة الفساد هما الأولوية على أجندة الدولة المصرية؛ وذلك بهدف نسف منظومة البيروقراطية، وتيسير الإجراءات وإصلاح منظومة الإدارة فى مصر، والقضاء على صور الفساد من الرشوة والمحسوبية والوساطة. كيف ترى فرص إنجاح المبادرة المصرية فى وقف العدوان الاسرائيلى على غزة ؟ مصر تلعب دورها الانسانى ولا بديل الآن عن المبادرة المصرية، لو كانت فعلت منذ يوم إعلانها كانت ستحقن دماء العديد، ومصر دائماً مع القضية والشعب الفلسطيني، وعندما بدأت الحرب كانت هناك تعليمات بتجهيز المستشفيات المصرية وعلاج الجرحي.