التعاون الإستراتيجى ما بين القاهرة والرياض يأخذ زخما متزايدا بالنظر إلى التحديات والتهديدات الكبيرة التى تواجه البلدين، فضلا عن بؤر التوتر العديدة فى المنطقة سواء فى العدوان الاسرائيلى على غزة أو الموقف المتفجر فى ليبيا أو احتمالات تمدد داعش وتأتى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى السعودية فى إطار «التزام مصر بأمن الخليج بوصفه جزءا رئيسيا من الأمن القومى المصري»، كما أن المباحثات بين القاهرة والرياض تعكس إلى حد كبير عودة الفاعلية بقوة إلى «التنسيق» ما بين أكبر قوتين عربيتين، فضلا عن الاعلان بالأفعال على أن هناك «إرادة عربية» عاقدة العزم على ملء الفراغ فى القيادة الناجم عن السنوات الماضية، وتراجع الولاياتالمتحدة عن الإسهام فى معالجة قضايا المنطقة، فضلا عن حاجة المنطقة «للقيادة التاريخية» لمصر والسعودية لحل وتصفية النزاعات العربية والتصدى «للخطط الخارجية» للعبث بمقدرات الأمة. ويدرك الرئيس السيسى وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن «الارهاب» هو أخطر تحد يواجه المنطقة فى السنوات الماضية، ويتشارك الزعيمان فى القلق الكبير من تطورات الأوضاع فى العراق، ومن خطورة تنظيم داعش فى العراقوسوريا الذى قام بتهجير أكثر من نصف مليون شخص من العراق وحدها، ومما لاشك فيه أن تمدد الارهابيين وتركهم يستولون على مساحات أوسع فى العراق، والسيطرة على مناطق الاتصال مابين سورياوالعراق هو «أمر كارثي» ليس فقط بالنسبة للسعودية، بل مصر أيضا. كما أن هذا التهديد الارهابى يهدد الجميع من المحيط إلى الخليج. وفى هذه اللحظة الدقيقة فإن التفاهم الكبير ما بين الزعيمين العربيين عبدالفتاح السيسى والملك عبدالله بن عبدالعزيز هو فى حد ذاته «ضمانة إضافية» لنجاح القاهرة والرياض فى التصدى للتهديدات، وأغلب الظن أن القمة المصرية السعودية سوف تتناول مجمل الأوضاع العربية والاقليمية، إلا أن الجدير بالملاحظة أن درجة التعاون الاستراتيجى ما بين القاهرة والرياض قد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، والأمر المرجح أن هذه الزيارة سوف تدشن بداية عهد جديد وتفعيل لاتفاقيات عدة بعضها جرى الاعلان عنه، وأخرى فى الطريق لما فيه خير البلدين والشعبين. لمزيد من مقالات رأى الاهرام