أكد اللواء أحمد القصاص محافظ الإسماعيلية أن عدد الشركات التى بدأت فى العمل فى مشروع حفر قناة السويس الجديدة 17 شركة، ارتفعت أمس إلى 30 شركة، بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى باختصار الفترة الزمنية للعمل فى المشروع من ثلاث سنوات الى سنة واحدة، مشيرا إلى أنه من المستهدف الوصول إلى 60 شركة خلال الفترة المقبلة لانجاز المشروع خلال الفترة الزمنية المحددة. وأضاف أن عدد المعدات التى تعمل فى المشروع تصل إلى ثلاثة آلاف و770 معدة، من بينها 100 بلدوزر، و900 لودر وحفار، وألفان و750 دانبر وعربة قلاب، و20 كراكة، مشيرا إلى أن 95% من المعدات تتبع شركات وطنية مصرية والنسبة الباقية 5% تتبع معدات القوات المسلحة. وأضاف القصاص أن المحافظة ستقدم جميع التسهيلات الممكنة وتسهيل العقبات التى ستواجه الشركات العاملة فى الحفر بالتنسيق مع القوات المسلحة، وذلك من خلال توفير الوقود أو الحركة عبر المعديات، أو توفير العمالة من أبناء المحافظة سواء من المهندسين أو الفنيين أو العمال. وأشار إلى أن شق القناة يتم بالتوازى مع مشروع تنمية محور قناة السويس والذى سيتضمن بمحافظة الإسماعيلية مشروع وادى التكنولوجيا ومنطقتين صناعيتين بالقنطرة شرق والقنطرة غرب ونفقا بالفردان، وأضاف اننا نبحث إقامة ميناء جاف لتقديم الخدمات للسفن العابرة فى إطار المشروع. وكانت الأهرام قد بدأت أمس أولى محاولات التعرف على بدايات العمل فى القناة الجديدة، وسط صعوبات بالغة وذلك لعدم وجود مركز إعلامى يمكن التعامل معه للحصول على تطورات عملية الحفر لحظة بلحظة والتى تعد بحق مشروع القرن الحادى والعشرين، فى إهمال واضح وعدم إدراك كبير لطبيعة المشروع الضخم والذى يوازى فى أهميته حفر قناة السويس فى القرن التاسع عشر، وبناء السد العالى فى القرن العشرين.وحاول مندوب الأهرام الحديث مع المسئولين عن قناة السويس، وكان الرد: الهيئة الهندسية للقوات المسلحة هى التى ستشرف على عملية الحفر وعليكم الاتصال بها أو الاتصال بالشئون المعنوية للقوات المسلحة، وحاولنا دون جدوى، وعاودنا الاتصال بهيئة قناة السويس مرة أخرى، وقالوا سننسق مع القوات المسلحة لتنظيم زيارات للصحفيين إلى موقع المشروع ولكن متى؟ الله أعلم، وكان الشخص الوحيد الذى وجدنا تجاوبا منه هو محافظ الإسماعيلية والذى منحنا المعلومات المتاحة لديه عن المشروع كما ايد فكرة الاهرام الانتقال بصحبتها الى موقع العمل ولكن حينما تكون هناك امور ملموسة على الأرض . وكان علينا الاعتماد على النفس للوصول إلى موقع الحفر حتى دون الحصول على تصاريح، وبدأنا المحاولة من معدية نمرة 6 بمدينة الإسماعيلية، ولحسن الحظ لم يكن هناك زحام شديد على المعدية، حيث لم تستغرق عملية العبور سوى نحو 20 دقيقة مقابل ساعات فى الظروف العادية بسبب إجراءات التأمين المشددة على خلفية الظروف الحالية التى تشهدها البلاد، وعلى مسافة نحو كيلو ونصف الكليو ظهرت بعض المعدات المتناثرة هنا وهناك والتى تقوم بعمليات الحفر منها 4 لوادر و11 سيارة فى الموقع المواجه لمعدية نمرة 6. وحاولنا التصوير ولكن القائمين على عملية الحفر رفضوا مطالبين بضرورة الحصول على تصاريح من القوات المسلحة قبل هذا الإجراء، واكتفى أحد المهندسين العاملين فى الموقع بتأكيد أن العمل فى المشروع مقسم بين الشركات بواقع 2 كيلو متر لكل شركة، وعلى كل شركة أن تقوم بإخراج 20 ألف مترمكعب يوميا من الرمال لإنجاز المشروع، وحاولنا التصوير مجددا، ولكنه رفض وقال: هناك عميد تابع للقوات المسلحة مشرف على الموقع وعليكم الاستئذان منه أولا قبل التصوير، وكانت حركة العمل تقوم على تهيئة مدقات وطرق للمعدات المشتركة فى الحفر تمهيدا لشق التفريعة الجديدة. ووجود هذه المعدات فى هذه الأماكن يذكرنا مرة أخرى بحجم المعاناة التى واجهها الأجداد فى حفر القناة والدماء التى ارتوت بها هذه الأراضى لشق هذا المرفق الملاحى العالمى، فقبل 155 عاما وتحديدا فى 25 أبريل عام 1859، بدأت مصر فى دق أول معاول الحفر فى قناة السويس لتكون أول قناة تربط بين البحرين الأبيض والمتوسط فى العصر الحديث، بعد جهود كبيرة فقدت خلالها مصر أكثر من 120 ألف مواطن من أبنائها الكادحين خلال 10 سنوات هى مدة الحفر، والتى افتقدت أبسط مظاهر الإنسانية فى الوقت الذى كان فيه تعداد الشعب المصرى فى ذلك القوت 5 ملايين نسمة فقط. وها هى عجلة الزمان تعاود دورانها مرة أخرى ويعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى فى 5 أغسطس من عام 2014 إشارة البدء لحفر قناة جديدة موازية للقناة الحالية لتزيد أطوال المساحات المزدوجة من القناة إلى 75% من طولها الكلى، وهو ما سيعمل على زيادة حركة التجارة العالمية العابرة من القناة وهو ما سينعكس بدوره على مضاعفة إيراداتها من العملة الصعبة. ويسجل التاريخ أن مصر كانت أول البلاد التى حفرت قناة عبر أراضيها لتنشيط حركة التجارة العالمية، حيث تعود فكرة ربط البحرين الأبيض والأحمر إلى 40 قرنا مضت من الزمان بدءا من عصر الفراعنة ومرورا بالعصر الإسلامى وحتى تم حفرها للوصول إلى حالتها الراهنة، حيث تعتبر أول قناة أصطناعية تستخدم فى حركة السفر والتجارة. استغرق العمل فى حفر 160 كيلو هى طول المجرى الملاحى فى القرن 19 حوالى عشر سنوات مؤلمة من الجهد والعرق من قبل العمال المصريين الذين تم استدعاؤهم بمعدل 200 ألف عامل كل 10 شهور من بين طبقة الفلاحين، حيث لقى أكثر من 120 ألف منهم حتفه خلال الحفر. ويبلغ الطول الكلى لقناة السويس 190٫3 كيلو متر يوجد بها 4 مناطق مزدوجة بها 6 تفريعات تسمح بالملاحة فى اتجاهين، حيث يبلغ طول التفريعات بقناة السويس 80٫5 كيلو متر، والتفريعات هى تفريعة بورسعيد وتم حفرها عام 1980 وطولها 40،1 كيلو متر، وتفريعة البلاح بطول 8،9 كيلو متر وتم حفرها عام 1955، وتفريعة التمساح بطول 4،3 كيلوم متر وتم حفرها عام 1980، وتفريعة الدفرسوار بطول 8٫4 كيلو متر وتم حفرها عام 1980، وتفريعة البحيرات بطول 11٫8 كيلو متر وتم حفرها عام 1955، وتفريعة كبريت بطول 7 كيلو مترات وتم حفرها عام 1955، وبشق التفريعة الجديدة ستزداد طول الأجزاء المزدوجة فى القناة إلى 75% من الطول الكلى للقناة. وأصبحت القناة بفضل جهود أبنائها المخلصين قادرة فى الوقت الحالى على استيعاب السفن العملاقة بغاطس يصل إلى 66 قدما وبحمولات ساكنة تصل إلى 240 ألف طن.
