سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأهرام ترصد أحزان العائدين بعدة قرى بأسيوط:المسلحون استولوا على أموالنا.. ونجونا من الموت بأعجوبة..«تحويشة العمر» ضاعت .. والطائرات لا تكفى لإعادة المتضررين
تعيش محافظة أسيوط حالة من الترقب بعد تزايد وتيرة الأحداث فى ليبيا خصوصا أن المحافظة تعد الأكثر هجرة إلى ليبيا لسهولة السفر وقلة التكلفة، وما بين آنات الأمهات وبكاء الزوجات وحزن الأبناء، يبقى الأمل معقودا على أن يكون هناك تدخل قوى من القيادة السياسية لحل المشكلة وتمكين العالقين من العودة. يقول محمد ثابت من أبنوب وأحد العائدين من جحيم الاحداث بدولة ليبيا : «بيوتنا خربت وتحويشة عمرنا ضاعت ولا ندرى ماذا نفعل بعدما خرجنا من ليبيا صفر اليدين وتركنا كل شيء، نجوت من الموت بأعجوبة فما أرخص دم المصرى هناك والكل يتعامل معنا وكأننا لصوص أو أعداء» واشار الى ان المصريين فى جحيم هناك حيث كانت العصابات المسلحة يدخلون علينا اماكن تجمعنا ومساكننا ويستولون على أموالنا وعندما كنا نلجأ لصاحب العمل نجده مثلنا غير قادر على حماية نفسه ، لافتا إلى أن الاشتباكات المسلحة لا تنقطع ليل نهار. تقول نسمة أحمد علي «10 سنوات» ابنة أحد العالقين بليبيا: «والدى فى ليبيا (طافح الكوتة) من اجل توفير لقمة العيش لنا بعدما ضاقت به السبل هنا فى أسيوط، ومنذ أسبوعين لم يتصل بنا، وأمى تعيش فى حزن وعندما نسألها ترد علينا: والدكم معلق على الحدود ومش عارف ينزل وإحنا مالناش حد بعد ربنا غير أبويا». عبد الحميد حسنى عبدالحميد من إحدى قرى مدينة ديروط وأحد العائدين منذ أيام: «وصلت عن طريق تونس واستأجرت سيارة كان معى 18 ألف دينار لم أرجع بأى قرش منها، المسلحون الليبيون يخرجون من كل مكان ويستولون على فلوس المصريين وتليفوناتهم ويحذرونهم، لو اتكلمنا مع أى حد من جيش ليبيا يطلقون النار علينا بلا تردد ومحدش هناك بيسأل أنت عملت كده ليه».. لحظات يصمت فيها عبد الحميد حسنى ويصرخ : »بالله عليكم مطلوب سرعة التحرك لإنقاذ العالقين حتى لا نفقدهم ، فالكثيرون يموتون واخرين أرهقت أعصابهم ولم يعدوا يتحملوا الرعب والقسوة التى يتعرضون لها، و طائرتان لا تكفيان لإجلاء 200 فرد، وأهلهم بيموتوا عليهم من الخوف فى كل لحظة والناس كلها هنا فى حزن شديد وغم». ويتحدث عبدالله زكريا والد أحد العالقين من قرية مسارة بديروط : «ابنى محمود عبد الله زكريا، مصاب وداخل العناية المركزة فى مستشفى ميداني، وصرف كل أمواله من الجنيهات المصرية، والقوات الليبية تطلق عليهم النار، ونطالب الحكومة بالتدخل السريع وإعادة ابنائنا الى الوطن بسلام» ، وأضاف عبد الله: «لابد للحكومة من التدخل وإعادتهم جميعا، يتم ضربهم بالخشب واطلاق النار عليهم ، لا يوجد أكل أو شرب، الحكومة المصرية تبلغنا ان هناك طائرات لإعادتهم، وفى حين تنفى الحكومة التونسية ذلك«.واوضح عبدالله قائلا: «لو عايزين يرجعوهم على حسابنا إحنا موافقين، رجعوا شبابنا واكتبوا عليهم شيكات واحنا ندفعلهم أى مبالغ مقابل إعادتهم».