ودعنا جميعا بالامس القريب شهر الصوم الذي يحل علينا ضيفا مرة واحدة في العام ولذلك حكمة عند الخالق سبحانه وتعالى .... رحل عنا الشهر العظيم بعدما أوصلنا إلى درجة الملائكة فصيام بالنهار وقيام بالليل والامتناع عن اللغو والغيبة والنميمة والرفث .... الخ فهل سنظل على نفس الدرجة الملائكية بقية العام؟ وليست الصفة الملائكية هى مكتسبات وفوائد هذا الشهر العظيم فمن فوائده ايضا على المستوى الاخلاقى اننا جميعا كنا نتسابق في السمو الاخلاقى بحسن التعامل واحترام الاخر والبعد عن كل ما يسئ للغير واجتناب الفواحش ما ظهر منها وما بطن هذا مع فضيلة التسامح ونبذ العنف وغير ذلك كثير . اما عقائديا فكنا صوامين ، قوامين ، ساجدين ، ذاكرين ، مسبحين ، قارئين للقرآن تعبدا وتقربا لله وازدانت مساجدنا بالمصلين بها في جميع الأوقات حتى صلاة الليل والفجر كانت المساجد ملأى بالمصلين كأننا في صلاة الجمعة او العيد ......الخ وجسديا كانت اعظم الفوائد التي يمن الله بها علينا من خلال شهر الصوم كل عام فلنصوم فوائد كثيرة ومتعددة لجسم الانسان بفضل الصوم ورحمة من الله لنا كما توصل الأطباء في العهد الحديث ومنهم د. يورى نيكولايف مدير وحدة الصوم في معهد موسكو الذي تعجب من النتائج الرائعة التي يقدمها الصوم حسب قوله ، هذا السلاح العجيب في مواجهة معظم الأمراض ولذلك ليس غريبا دعوة الاطباء لمرضاهم إلى الصيام علاجا لأمراضهم. فجميع الاطباء يؤكدون اليوم ان الصوم ضرورة حيوية لكل انسان حتى ولوكان يبدو صحيح الجسم ، فالسموم التي تتراكم خلال حياة الانسان لا يمكن ازالتها الا بالصيام والامتناع عن الطعام والشراب . يقول احد الاطباء : يدخل إلى جسم كل واحد منا في فترة حياته من الماء الذي يشربه فقط اكثر من مئتى كيلوجرام من المعادن والمواد السامة وكل واحد منا يستهلك في الهواء الذي يستنشقه عدة كيلو جرامات ثمن المواد السامة والملوثة مثل اكسيد الكربون والرصاص والكبريت وخلافه فتأمل معى كم يستهلك الانسان من المعادن لا يستطيع الجسم ان يمتصها او يستفيد منها ، بل هى عبء ثقيل تجعل الانسان يحس بالوهن والضعف وحتى الاضطراب في التفكير ، بمعنى اخر هذه السموم تنعكس سلبا على جسده ونفسه ، وقد تكون هى السبب الخفى الذي لا يراه الطبيب لكثير من الامراض المزمنة ، ولكن ماهو الحل ؟ ان الحل الامثل لاستئصال هذا المواد المتراكمة في خلايا الجسم هو استخدام سلاح الصوم الذي يقوم بصيانة وتنظيف هذه الخلايا بشكل فعال ، وان أفضل أنواع الصوم ما كان منتظما ونحن عندما نصوم لله شهرا في كل عام انما نتبع نظاما ميكانيكيا جيدا لتصريف مختلف أنواع السموم من اجسادنا. ومن فوائد الصيام والتى ظهرت حديثا وقد يجهلها الكثير :- انه أقوى سلاح للاضطرابات النفسية ومن أغرب الأشياء في الصوم قدرته على علاج الاضطرابات النفسية القوية مثل الفصام ، حيث يقدم الصوم للدماغ وخلايا المخ استراحة جيدة ، وبنفس الوقت يقوم بتطهير خلايا الجسم من السموم ، وهكذا ينعكس ايجابيا على استقرار الوضع النفسى لدى الصائم. حتى ان الدكتور يورى نيكولايف مدير وحدة الصوم في معهد موسكو النفسي قد عالج اكثر من سبعة الاف مريض نفسي باستخدام الصوم ، حيث استجاب هؤلاء المرضى لدواء الصوم فيما فشلت وسائل العلاج الأخرى وكانت معظم النتائج مبهرة وناجحة ، واعتبر ان الصوم هو الدواء الناجع لكثير من الأمراض النفسية المزمنة مثل مرضى الفصام والاكتئاب والقلق والإحباط فسبحان الخلاق العظيم الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ولن تتوقف عظمة الخالق عند ذلك بل سيكشف العلم دوما الكثير من الأسرار والمعجزات الإلهية التي جعلها سبحانه خدمة لسائر مخلوقاته حتى يرث الأرض ومن عليها . لمزيد من مقالات فهمي السيد