ظل خادما للقرأن الكريم لأكثر من 40 عامًا ، لا يكف عن قرائته ليل نهار ، تميز بنبرة الصوت الخاشعة الحزينة في تلاواته بين كافة مقرئى القرأن الكريم ، والتى تنفتح لها القلوب والعقول ، مما ساهم فى شهرته الكبيرة . وعندما أصيب الشيخ محمد صديق المنشاوي بمرض دوالي المرئ في عام 1966، نصحه الأطباء بعدم الإجهاد والحفاظ على حنجرته التى تحمل صوتا متميزا ، إلا أنه كان يصر على الاستمرار في تلاوة القرأن الكريم بصوت مرتفع لإحساسه بحسن تلاوته وإتقانه لأحكام التلاوة ، ولم يتوقف عن القرأة وهو فى منزله ، حتى عامه الأخير الذي توفي فيه.
وقال عنه الشيخ محمد متولي الشعراوي، إنه ورفاقه الآخرون يركبون مركبًا ويبحرون في بحر القرآن الكريم، ولن يتوقف هذا المركب عن الإبحار حتى يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها
محمد صديق المنشاوي ، ولد في قرية المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج عام1920 ،وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره، وإنتقل إلى القاهرة مع عمه الشيخ أحمد السيد ليدرس علم القراءات، حتى أصبح من أعلام خدام القرآن ، فقد نشأ في أسرة تربت على قراءة القرأن الكريم ، فأبوه الشيخ صديق المنشاوي القارئ صاحب التسجيلات النادرة في الاذاعة المصرية ، وعمه الشيخ أحمد السيد الذي رفض القراءة للقرأن بالقصر الملكي.
وذاع صيت الشيخ محمد صديق المنشاوي بسبب نبرة صوته وجمالها وإنفرادها بين أصوات المقرئين ، فبدأت في محافظات الوجه القبلي و بشكل خاص في محافظة سوهاج ، وسرعان ما أمتدت شهرته ونبرة صوته فى قراءة القران الكريم إلى أنحاء مصر كلها، وتمتعه بإتقان مقامات القراءة ، وتعبيره بدقه عن الألفاظ والمعاني القرآنية.
وطلبت الإذاعة المصرية منه أن يتقدم بطلب لها ليعقد له إختبار لكى يتم إعتمده مقرئا بها، فرفض الشيخ محمد صديق المنشاوي هذا المطلب، فقام مدير الإذاعة وقتها بنقل الإذاعة إليه لتسجل قراءته وتلاوته أثناء أحتفالات إحياء ليالى رمضان في قريتة.
لينطلق صوته الرائع بعدها عبر أثير الأذاعة إلى كل قرى ومدن مصر ، وينتقل الشيخ محمد صديق المنشاوي ، ليقرأ القرأن الكريم فى عدد من الدول العربية والاسلامية التى كانت تطلب منه الحضور للأستماع لجمال صوته فى التلاوة . لمزيد من مقالات عماد حجاب