ولد الشيخ المنشاوى محمد بقرية المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو فى الثامنة من عمره؛ حيث نشأ فى أسرة قرآنية عريقة، فأبوه الشيخ صديق المنشاوى هو الذى علمه فن قراءة القرآن الكريم وقد وضع أبوه هذه المدرسة العتيقة الجميلة والمنفردة بذاتها، وبإمكاننا أن نطلق عليها (المدرسة المنشاوية)؛ حيث اشتهر الشيخ محمد بقراءته بمقام النهاوند التى أبهر بها المصريين، وصار علمًا من أعلام خدام القرآن، واستمد الشيخ محمد من تلك المدرسة الكثير الذى كان سببًا فى نجاحه بعد صوته الخاشع، ولُقِّب الشيخ محمد صديق المنشاوى ب"الصوت الباكي". قال عنه إمام الدعاة الراحل الشيخ محمد متولى الشعراوى إنه ورفاقه الأربعة مقرئون؛ الآخرون يركبون مركبًا ويبحرون فى بحر القرآن الكريم، ولن تتوقف هذه المركب عن الإبحار حتى يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها. ذاع صيته ولقى قبولاً حسنًا لعذوبة صوته وجماله وانفراده بذلك، إضافة إلى إتقانه لمقامات القراءة، وانفعاله العميق بالمعانى والألفاظ القرآنية، وله تسجيل كامل للقرآن الكريم مرتلاً، وله أيضًا العديد من التسجيلات فى المسجد الأقصى والكويت وسوريا وليبيا، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بالإذاعة، وله كذلك قراءة مشتركة برواية الدورى مع القارئين كامل البهتيمى وفؤاد العروسى. محمد صديق المنشاوى كان على رأس قراء مصر فى حقبة الخمسينيات من القرن الماضى مع القراء أمثال الشيخ المرحوم عبد الباسط عبد الصمد وغيرهم من القراء ومازالوا إلى يومنا هذا على رأس القراء لما كان عندهم من رونق فى صوتهم جعلهم يحرزون المراتب الأولى بين القراء. تزوج مرتين أنجب من زوجته الأولى أربعة أولاد وبنتين، ومن الثانية خمسة أولاد وأربع بنات، وقد توفيت زوجته الثانية وهى تؤدى مناسك الحج قبل وفاته بعام. وفى عام 1966 أصيب بمرض دوالى المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى توفى - رحمة الله عليه - فى يوم الجمعة 5 ربيع الثانى 1389 ه، الموافق 20 يونيو 1969م.