يعقد مجمع البحوث الإسلامية جلسة الخميس المقبل لحسم الجدل الفقهى الذى أثير مؤخرا حول عذاب القبر ، واستنكر علماء الأزهر فى تصريحات ل«الأهرام» ما وصفوه بالدعاوى الباطلة التى تنكر عذاب القبر مؤكدين أن عذاب القبر ثابت فى الكتاب والسنة وأن ما تردد على إحدى الفضائيات هو إنكار لمعلوم من الدين بالضرورة. واكد الدكتور حامد أبو طالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن إنكار عذاب القبر موضوع سبق الحديث فيه وتناوله العلماء قبل ذلك، والراجح فى هذا الكلام وقوع هذا العذاب استدلالا بقول الله تعالى فى حق آل فرعون: «النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب»، ومن الواضح أن هذه الآية صريحة فى وقوع عذاب القبر لأنها تقول النار يعرضون عليها ومعنى ذلك أن آل فرعون سيعرضون غدوا وعشيا وفوق ذلك يوم القيامة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب إذن العذاب الأول وهو العرض على النار غدوا وعشيا هو عذاب القبر ومن ثم فلا يليق بأحد أن ينكر عذاب القبر، والأمر الآن أصبح فى يد مجمع البحوث الإسلامية مما يستدعى أن يسكت الجميع لحين صدور كلمة مجمع البحوث وهى التى ستفصل فى الموضوع وتبين ما إذا كان الإعلامى إبراهيم عيسى ببرنامجه قد صدر مشكلة للمجتمع وإزدرى الدين الإسلامى من عدمه. ومن جانبه قال الدكتور مبروك عطيه الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، ان سورة الواقعة، التى ذكرت لنا أنه يكون نعيم أو عذاب عند الإحتضار الذى هو المرحلة المتقدمة على القبر، يقول تعالى: «فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم إن هذا لهو حق اليقين»،وجميع أهل اللغة يعرفون أن النزل القبر بدليل أنه قال «وتصلية جحيم» أى فى الآخرة،وقد نص القرآن الكريم على عذاب القبر ونعيمه أيضا فى نحو قول الله تعالى فى آل فرعون فى سورة غافر: » النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ » ، ومعروف أن يوم القيامة أو الآخرة عموما لا يقال فى نعيمها أو عذابها غدوا وعشيا لأنها خلود أبدا ووقت لا يتغير فلا صبح ولا ليل،وعند جميع العلماء والمفسرين أن هذه الآية دليل على عذاب القبر. وأضاف الدكتور مبروك عطية أن فى السنة الكثير من الشواهد على ذلك منها ما ورد فى ضوء وأنه لو نجا منها أحد لنجا سعد بن معاذ رضى الله عنه، والعلماء يقولون إن ضمة القبر للتقى كضمة الأم لوليدها ولغيره شدة لا يعلمها إلا الله، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه استعاذ من فتنة القبر وعذابه وهو لا يستعيذ من شىء معدوم وإنما يستعيذ من شىء موجود. وقد جاء فى الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم مر بقبر فذكر أن فيه رجلين يعذبان أعلمه الله بذلك، وقال وما يعذبان فى كبير أما أحدهما فكان لا يستبرئ من بوله ، وأما الآخر فكان يمشى بالنميمة، وقد وضع على قبرهما شئ من النخل الأخضر وقال: يخفف من عذابهما ما لم ييبس، والعلماء على مذهبين فى ذلك الأول أن ذلك خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم، والثانى أنه عام يشمل كل قبر عليه نبات أخضر مثل الصبار ونحوه، وهذا من رحمة الله ولطفه،لكن يبقى ثبوت النعيم والعذاب غير منكر عند من يراجع هذا وغيره، وقد قال العلماء إن القبر أول درجات الآخرة فإذا كان حسنا حسن ما بعده، وإن كان سيئا فليعاذ بالله كان ما بعده أسوأ .