قالت : لماذا تغيرت صورة الحب عند الناس .. تراه لحظة عابرة عند البعض..وتراه مجرد نزوة عند البعض الآخر.. وقد تراه مجرد مصالح متبادلة.. اما المشاعر والإحاسيس فقد غابت تماما عن قلوب المحبين .. اين ما كنا نسمعه عن الشوق والحنين والذكريات..واين ما احببنا فى اغانى ام كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم..اين شاطئ النيل قبل ان تشوه ملامحه الكتل الخرسانية وزحام التوك توك واغتيال الأشجار وهدم القصور والفيلات العريقة.. ما الذى تغير فينا..هل البشر ام الأماكن ام الظروف التى فرضت على الناس هذه الأساليب المشوهة فى السلوك والأخلاق .. هل شاهدت مشاهد الحب على الشاشة فى مسلسلات رمضان.. أين هذا من افلام فاتن حمامة وسعاد حسنى وماجدة وسميرة احمد هناك خلل ما اصاب الشخصية المصرية وغير ملامحها . قلت : فى الأرض المالحة تموت الزهور وتسقط الأشجار وحين تفسد التربة يصبح من المستحيل ان تحتضن الأرض الأشجار وهذا ما حدث فى حياتنا لقد فسدت التربة امام ثقافة الجهل والتدين الكاذب وسطوة المال الذى اصبح سلطانا على الجميع..إن الابن يقتل ابيه الآن والأم تذبح زوجها كل هذا من اجل مبلغ من المال او قطعة ارض او جدار..حين فسدت التربة سافرت الرحمة وبقى الملح يطارد الأغصان والثمار ويسقط الأشجار.. حين تغيب الرحمة لا مكان للحب فى اى ارض او زمان..ان الأم هى اول مدرسة للحب وهى امرأة معذبة ومقهورة ما بين مجتمع ظالم وظروف صعبة ومتاعب لا تقدر عليها..فمتى تحب..والرجل المهان فى كرامته ورغيف عيشه..انه مهان فى العمل..وفى الشارع..وامام ابنائه فى البيت امام الحاجة..كيف يحب وهو لا يتلقى كل يوم إلا الإساءات ان مدرسة الحب الأولى وهى المرأة وقد تغيرت فى كل شىء والرجل العاشق يشعر بالعجز امام ظروف صعبة واحتياجات لا يستطيع ان يلبيها او يوفرها فى هذا الجو خرج الأبناء تطاردهم إعلانات التليفزيون ومسلسلاته وبرامجه فتتحرك فيهم الرغبات والنوازع فلاهم قادرون على تحقيق احلامهم ولا هم قادرون على الصبر وما بين العجز والصبر تمضى رحلة الحياة فيصبح الحب ضيفا غريبا بين الناس . لمزيد من مقالات فاروق جويدة