ما بين «عيد شهيد» فى غزة ، وأحداث عنف هنا وهناك ، وما بين التهانى التقليدية، احتفل المسلمون فى العالم أمس بأول أيام عيد الفطر المبارك. ولم تستقبل الشعوب العربية العيد هذا العام بالفرح والبشر، فمعظم الدول العربية شهدت استمرارا لأعمال العنف والمواجهات، وأعلنت كل من مصر والسعودية وفلسطين وسوريا والإمارات والكويت وقطر واليمن وتونس والأردن والبحرين ودار الفتوى السنية فى لبنان وديوان الوقف السنى فى العراق أن يوم أمس هو أول أيام عيد الفطر. وفى المقابل أعلنت سلطنة عمان والسلطات الدينية الشيعية فى لبنان أن يوم أمس هو المتمم لشهر رمضان، وبالتالى فإن اليوم هو أول أيام عيد الفطر ، بينما أعلنت تونس أنها تقتفى اثر أغلب الدول الإسلامية، وأعلنت أمس العيد رغم تعذر رؤية الهلال. وقد غير آلاف الفلسطينيين على صفحات «فيسبوك» كلمة «عيد سعيد» التى تطلق عادة على عيد الفطر، إلى « عيد شهيد»، حيث وجدوها طريقة متواضعة للتضامن مع أهالى قطاع غزة. ومن جانبها، دعت السلطة الفلسطينية الفلسطينيين فى الضفة الغربية إلى الالتزام فقط بالشعائر الدينية فى عيد الفطر، والاقتصار على زيارة أهالى الشهداء والجرحى والمعتقلين فى السجون الإسرائيلية. وفى دمشق ، رغم استمرار القتال فى أنحاء سوريا، شارك الرئيس بشار الأسد فى صلاة عيد الفطر فى جامع الخير الواقع فى حى المهاجرين فى شمال دمشق. وبث التليفزيون صورا للأسد وهو يدخل الجامع الواقع على مقربة من مكان سكنه ، وكان فى استقباله مفتى الجمهورية محمد بدر الدين حسون ووزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد وكبار المسئولين، وعشرات المواطنين الذين تهافتوا لإلقاء التحية ومصافحة الأسد. وبعد أداء الصلاة، ألقى الشيخ محمد الصوان خطبة العيد التى أكد فيها سقوط «المؤامرة» التى استهدفت سوريا. وقال الصوان فى كلمته «مضى على هذه الأزمة التى عاشتها بلادنا أكثر من 1300 يوم من البلاء والشدة وتآمر الاعداء وخذلان الأشقاء». وأضاف «اليوم تعيد الشام أمجادها فتدافع عن دين الأمة وعن عروبتها وعن فكرها عسكريا وفكريا وترد كيد المتآمرين عليها». أما تنظيم «الدولة الاسلامية» فأعلن هو الآخر على موقع «تويتر» فى وقت متأخر الليلة قبل الماضية أن أول أيام العيد هو أمس. وفى الوقت نفسه ، منع التنظيم أهالى الموصل من إقامة صلاة العيد فى مساجد المدينة ، كما منع الأهالى من زيارة القبور وأجبرهم على العودة إلى منازلهم. وقال سكان محليون إن «عناصر داعش منعت المصلين الذى قصدوا الجوامع لصلاة العيد وأجبرتهم على العودة الى منازلهم وعدم التفكير مرة اخرى بإقامة صلاة العيد كونها من البدع، كما منعت بقوة السلاح الاهالى من التوجه الى المقابر». وأضاف السكان أن الوضع فى مدينة الموصل اصبح لا يطاق ونحن فى وضع انسانى خطير للغاية . وعالميا ، هنأ الرئيس الأمريكى باراك أوباما مساء المسلمين بحلول عيد الفطر ، متمنيا لهم عيدا سعيدا، وقال فى بيان نشره البيت الأبيض: «بعد شهر رمضان ، يأتى عيد الفطر الذى يمثل القيم المشتركة التى توحدنا كبشر». وفى برقيته التى بعث بها إلى مسلمى روسيا بمناسبة عيد الفطر، أشاد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالدور الذى يقومون به فى إطار حوار الأديان وتربية النشء وغرس مشاعر الخير ومكارم الأخلاق. وقال بوتين إن مسلمى روسيا يشاركون بنشاط فى حياة البلاد ويسهمون بقسط هائل فى تطوير وإثراء العلاقات بين ممثلى مختلف الأديان. وفى فيينا، تدفق آلاف المسلمين على المراكز الإسلامية والمساجد لصلاة عيد الفطر المبارك وسط أجواء من البهجة وتبادل التهانى بالعيد. وفى كوالالمبور، سيطر الحزن على الماليزيين بسبب حادث الطائرة «إم إتش 17» ، وأعرب نجيب رزاق رئيس الوزراء الماليزى عن عميق حزنه وتعاطفه وتعازيه لعائلات الضحايا.