قرأت ما نشر عن دور أشرف مروان فى خطة الخداع التى وضعتها مصر قبل حرب أكتوبر 1973 وإن الذى نقله أشرف مروان للمخابرات الإسرائيلية عن موعد بدء الهجوم المصرى يوم 6 أكتوبر الساعة السادسة مساء كان استكمالا لسيناريو الخديعة التى قامت بها الأجهزة المصرية قبل حرب أكتوبر لأن الهجوم تحدد الساعة الثانية ظهرا وقرأت أيضا ما نشر أنه لسنوات طويلة ظل أشرف مروان موصوما بالعمل لحساب إسرائيل ومدها بمعلومات خطيرة آخرها يوم 5 أكتوبر 1973 عندما التقى برئيس الموساد فى لندن وأبلغه بأن الحرب ستبدأها مصر الساعة السادسة مساء اليوم التالى 6 أكتوبر!! وقد تعمدت إسرائيل تشويه سمعة أشرف مروان باعتباره زوجا لابنة الرئيس عبد الناصر!! وأن بعض أصحاب الرأى المصريين لم يدخروا جهدا فى تأكيد خيانة الرجل لوطنه!! وأنه أخيرا تكلم الرجل الذى تولى تدريب وتشغيل أشرف مروان ليقوم بهذا الدور الخطير وهو اللواء عبد السلام المحجوب وكيل المخابرات الأسبق، وقال أن إسرائيل حاولت تجنيد أشرف مروان أكثر من مرة أيام عبد الناصر الذى رفض وضع زوج ابنته فى هذا الموقف. وقررت إسرائيل المحاولة أيام السادات الذى وافق على استخدام مروان كعميل مزدوج فى تضليل إسرائيل ضمن خطة الخداع الاستراتيجى التى أخفت عن إسرائيل نية الحرب!! وكانت آخر وأخطر مهمة قام بها أشرف مروان أنه أبلغ عن موعد بدء الحرب لجهاز الموساد الإسرائيلى وهو يوم 6 أكتوبر ولكن بعد الوقت الحقيقى بأربع ساعات حتى يتم منح القوات المصرية الساعات التى تحقق لها سبق العبور قبل أن تتمكن إسرائيل من تعبئة الاحتياطي!!!» وتعليقى على حكاية الأربع ساعات خداع هذه أقول أنه من المستحيل أن جهاز المخابرات المصرية قد أبلغ إسرائيل بموعد 6 أكتوبر أصلا لأن هذا التصرف من شأنه إجهاض كل محاولات خطة الخداع وتعريض مصر لضربة إجهاضية وتعريض قواتنا المسلحة لخسائر فادحة وفشل للهجوم لأنه لا يمكن أن تكون إسرائيل نائمة فى العسل ثم تستيقظ فجأة على الساعة السادسة مساء!!!. إن تأخر إسرائيل فى مواجهة الهجوم المصرى كان بسبب خطة الخداع المصرية الرائعة لسنوات والتى جعلتها تعبيء قواتها عدة مرات دون جدوي.. وكانت لديها قناعة بأن مصر لن تقدر على اقتحام خط بارليف الذى كان يقول الاتحاد السوفيتى إنه يحتاج إلى قنبلة ذرية!! كما أن إسرائيل منذ حرب 1967 كانت فى قمة الغرور من أنها تستطيع سحق أى هجوم مصرى فى أى يوم وأى وقت وأى ساعة!!!. وبخصوص ما أطلق على أشرف مروان بأنه كان يلعب دور العميل المزدوج بين مصر وإسرائيل أقول إن العميل المزدوج نوعان: نوع يتعامل مع جهتين معاديتين أو حتى صديقتين بدون أن يكون مخلصا لأحدهما بغرض النفع المادى من الطرفين!! والنوع الثانى هو الذى يكون مخلصا لأحداهما.. وإن كان أشرف مروان كان عميلا مزدوجا كما يقولون فإن ولاءه كان لمصر فى إطار خطة الخداع المصرية... وبخصوص أن الأربع ساعات خداع والتى كان يروج لها البعض بأنها غيرت مجرى التاريخ فإن ذلك يعتبر نكتة. سمير محمد غانم مدير عام بالمخابرات العامة بالمعاش