الذين استمعوا إلي شرح وزير التموين الدكتور جودة عبد الخالق أمس أمام مجلس الشعب عن خبايا وأسرار صناعة رغيف الخبز في مصر.. سيدركون مدي تعقيد وتشابك أزمات مصر الداخلية, وكيف أن الحلول الشافية ليست بالسهولة التي يتصورها البعض في البلد. غير ان أهم مايمكن استخلاصه من كلام الوزير أن مايحول دون الإسراع في حل المشكلات, ليس فقط مشكلة رغيف الخبز, بل كل المشكلات هو وجود جماعات منتفعين يكسبون الملايين من وراء هذه الفوضي, وبالتالي لا يتوقع أحد أن يستسلم هؤلاء بسهولة, ويتنازلوا عما يكسبون. والخطير في الأمر أن هؤلاء المنتفعين ليسوا فردا أو مؤسسة أو طبقة معينة بل هم للأسف شبكات ودوائر متداخلة الحلقات بشكل معقد جدا, حتي أنك إذا أردت كسر حلقة منها برزت لك حلقة أشرس وأقوي! ومع ذلك, فإن الحلول ليست مستحيلة مادامت نية التغيير موجودة.. لقد قام الشعب بثورة, وعلي القائمين علي الحكم الآن سواء المجلس العسكري أو مجلس الشعب أو الحكومة أو حتي الثوار في الميدان, أن ينتهزوا فرصة زخم الثورة وسخونتها للبدء في حل حقيقي للمشكلات. وللعلم فإن خطط تغيير هذا الواقع الفاسد موجودة, وهناك من المسئولين من يتمتع بالنزاهة والرغبة الحقيقية في الإصلاح, لكن ألاعيب المنتفعين كثيرة ودهاءهم عظيم.. ولاحل في مواجهة هؤلاء المصلحجية إلا بتكاتف الشعب مع الحكومة مع المجلسين العسكري والشعب حتي نجد طريق النجاة.