شيئان يغيران نظرتك للحياة: الغربة والمرض، لكننا لا نعرف أشياء كثيرة، بل لا نعرف أنفسنا والعالم من حولنا، ولا ما يمكن أن ينتظرنا غدا. حتى نتائج أفعالنا لا نعرفها، فلو عرفناها لأحجمنا عن أشياء كثيرة، وربما اخترنا مسارات أخري، لكننا لا نعرف، ولا نريد أن نعرف، لأننا بصراحة فى الدوامة. عموما لا أحد معصوم ، والأنانية منبع كل خطيئة، وهناك أخطاء متعمدة وأخرى غير مقصودة، وهناك أخطاء وخطايا، والكارثة حين نظن أننا ضحايا ولسنا جناة. لا مشكلة فى أن نخطئ، ولكن المشكلة فى أن نكرر الخطأ، وعدم الرجوع عن الخطأ هو الخطأ الأكبر، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر، وما ندمت على سكوتى مرة، ولكن ندمت على الكلام مرارا. قلب الرجل ضميره، وهناك من يحيا بلا ضمير، لكنه يعيش معذبا، وأسوأ من العذاب أن تطلب الراحة فلا تجدها، ولا راحة فى الدنيا ولا حيلة فى الرزق، ولا شفاعة فى الموت. إذا كررت ما تقوم به الآن ، فسوف تحصل على نفس النتيجة، أما لو أردت شيئا مختلفا، فالأفضل أن تجرب طريقا آخر، والأهم أن تعرف طريقك كما تعرف أهدافك. لاشيء مستحيل، انجز مهامك الصعبة أولا، أما السهلة فسوف تتحقق من تلقاء نفسها، والتحدى أن تتجاوز نقاط ضعفك، ولا انتصار دون رؤية، والبصيرة أن ترى مالا يراه الآخرون. الأهم من الماضى هو المستقبل، والحياة يمكن أن تكون أفضل، لو عرفت ماذا تريد منها، وأهم من الحياة أن يكون لها قيمة، ولكل شيء إذا ما تم نقصان، فلا يغتر بطيب العيش إنسان. فى الربع الأول من الليل راجع أخطاءك، وفى الربع الأخير راجع أخطاء الآخرين.. إن وجدت ربعا أخيرا! لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود