إن مثل هذه المشكلات العابرة لا يمكن أن تؤثر علي العلاقات بين صربيا ومصر, التي يعمل البلدان علي تنميتها في المرحلة المقبلة..لم يجد دراجان بيسينيتش سفير صربيا في مصر سوي هذه الكلمات للتعليق علي إحالة ثلاثة صرب إلي محكمة جنايات القاهرة في قضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني. وأكد حرص بلاده علي عدم التدخل في هذه القضية, باعتبار أنها شأن مصري داخلي, وأن صربيا كدولة ليست طرفا فيها, حتي وإن كان هناك متهمون صرب, حيث إنهم لا يمثلون بلادهم, فهم يعملون في هذه المنظمات غير الحكومية, وهناك صرب يعملون في جميع أنحاء العالم. ويعد هذا الموقف الاول بين الدول التي لديها مواطنين قيد التحقيق معهم في ازمة التمويل الاجنبي, وهو بالتأكيد موقف يجب ان يبني عليه من قبل بقية الاطراف, خاصة وان الازمة داخلية لا يجب للاخرين التدخل فيها. من الطبيعي أن يهتم الجانب الصربي بمتابعة الشأن المصري, ولذلك يشير بيسينيتش الي برقية العزاء التي ارسلها الرئيس الصربي للمشير محمد حسين طنطاوي في ضحايا أحداث استاد بورسعيد. كما سبق وأرسل رئيس البرلمان الصربي برقية تهنئة إلي الدكتور سعد الكتاتني بمناسبة فوزه برئاسة مجلس الشعب المصري. حديث سفير صربيا يتواصل عن العلاقات الثنائية: تاريخ العلاقات بين مصر ويوغسلافيا, التي تعتبر صربيا جزءا منها, أساس متين يمكن البناء عليه. ويلفت هنا الي حركة عدم الانحياز التي حضر وزير الخارجية محمد كامل عمرو احتفالها الاخير في بلجراد بمناسبة الذكري الخمسين لتأسيسها في سبتمبر الماضي. التاريخ ليس المكون الوحيد الذي يربط البلدين, فهناك3 اتفاقيات موقعة بين مصر وصربيا للتعاون المشترك في المجالات العلمية والتكنولوجية والاتصالات والخدمات البريدية والثقافة حتي عام..2013 والسؤال: علي أي اساس يرتكز هذا التعاون؟. والاجابة تأتي علي لسان السفير الصربي, وتتجه مباشرة إلي موقع مصر: تمتاز بواقع اقتصادي وسياسي رائد باعتبارها ركيزة أساسية للسلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط, فضلا عن دورها ومشاركتها البارزة علي المستوي الدولي. ويكفي أن حجم التبادل التجاري بين مصر وصربيا يتجاوز ال40 مليون دولار, وأن عدد السياح الصرب الذين يزورون مصر يصل إلي40 ألف سائح سنويا, يقصد معظمهم مدينة شرم الشيخ والبحر الأحمر.