اتابع- منذ سنوات- اسم سامح شكرى وزير الخارجية، واعرف بعضا من الخصال والقدرات التى يتمتع بها.. واعرف ان الوقت مبكر كى يقرأ كاتب صحفى- على نحو نقدى- اداء ذلك الوزير، ولكن تعاقب الاحداث التى مرت بنا، او الجولات التى قام بها وزير الخارجية والمناسبات الرسمية والسياسية التى كان طرفا فاعلا فيها خلال الاسابيع التى تولى فيها منصبه، تدفعنى اليوم الى التبكير بنشر هذه السطور. بقول واحد.. نحن امام وزير صادف احتياجا وطنيا اليه بالذات، وموظف دولة من النوع الذى يخاصم الاستعراضية والمنظرة، ويسعى- بقدر كبير من الانضباط- الى تنفيذ التكليف المنوط به.. وقد رأينا تحركه المنجز المرافق للحضور الرئاسى فى القمة الافريقية، واتصالاته الدؤوب بدول الخليج قبل واثناء المؤتمر الاسلامى لتدعيم قاعدة قوة مصر Power Base ثم جولاته النشطة بين الكويت وبغداد لمواجهة ازمة احتمالات تقسيم العراق، وكان حديثه للعراقيين فى قمة الشجاعة حين طالب بحكومة ائتلافية رغم اتصالات نورى المالكى المتواصلة بنا.. كما ثمنت توصيفه للوضع فى سورياوالعراق وليبيا باعتباره تخريبا جديدا للنظام العربى.. وكان حديثه فى اعقاب التفاوض مع جون كيرى غاية فى الاتزان والحزم، ورده على سفالة اردوغان (الذى وصف السيسى بالطاغية) حازما يفصل بوضوح بين تلك القيادة المتآمرة والشعب التركى. وفى أزمة غزة نجح سامح شكرى- عبر التحرك السريع- فى مواجهة حلف فاسد يضم تركيا وقطر وحماس يحاول تعويق المبادرة المصرية التى اعدتها المخابرات العامة (المسئولة فى مصر عن ادارة ملف حماس/ اسرائيل)، ونجح الرجل فى بناء خطاب مصرى عاقل يوضح عدم تخلى بلدنا عن مسئولياته القومية مقدما النصائح الى كل الاطراف على نحو يحفظ للمنطقة امنها واستقرارها، وليس ادل على اهمية ذلك الدور من تحول القاهرة الى (مكة السياسية) التى حج اليها- تباعا- رئيس الرباعية الدولية والسكرتير العام للامم المتحدة ووزراء خارجية فرنسا وايطاليا وامريكا، ومسئولون سياسيون من كل مكان مطالبين مصر بمواصلة جهودها لاحتواء الازمة.. صحيح.. ساعد سامح شكرى ان العملاء والجواسيس فى مصر لم يستطيعوا هذه المرة الاساءة للخارجية لان الشعب اصبح ينظر الى حماس بطريقة اخرى ولم يسمح لاحد بتأليبه او تهييجه، وفشلوا فى ضرب دور مصر- كما حاولوا عام 2008 - حين ادعوا ان مصر اتفقت مع تسيبى ليفنى على غزو برى لغزة، لان هذه المرة لم توجد ليفنى ولا اى مسئول اسرائيلى زار مصر ومع ذلك حدث الغزو البرى. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع