بائع العرقسوس شاهد على أحداث الشارع المصري.. يلتقي الناس على اختلاف أعمارهم، خاصة فى شهر رمضان، ويروى عطش عشاقه الذين تشتد عليهم حرارة الشمس.. يضرب بطاسته النحاسية - وهى عبارة عن طبقتين يطلق عليها " برناقة " أو " الصاجات " ولها بريق لامع- ليصدر منها أصوات تلفت الأنظار والأسماع.. وعلى نغماتها الموسيقية، ينشد الكلمات: " شفا وخمير يا عرقسوس .. وبارد وخمير وإتهنى ياعطشان".. يرتدى ملابس تميزه وهى سروال اسود واسع وطربوش فوق رأسه ، ويصب من إبريقه الكبير فى أكواب من مسافة بعيده بشكل مبدع ومحترف.. يصنع رغوة جميلة فوق مشروب العرقسوس المثلج الذي يدهش به الجميع. ينتشر فى الخيم الرمضانية كنوع من التراث الشعبي، فقد كان المشروب الملكى عند الفراعنة وكانوا يخلطونه بالأدوية لإخفاء مرارته لعلاج الأمراض، ثم توارثته الاجيال حتى جاء الفاطميون فاقبل عليه الناس ليصير مشروب الفقراء والاغنياء دون تمييز.