بائع العرقسوس مهنة قديمة وتنتشر في شوارع القاهرة القديمة والحارات والأزقة حاملاً الأبريق الزجاجي الكبير وأبريقاً آخر بلاستيك للمياه يغسل منها أكوابه وبيده الأخري صاجات نحاسية ترن رنات عالية تميزه مردداً "شفا وخمير يا عرقسوس" وراء هذه المهنة رجل مكافح قام بتربية أولاده من رزق هذا العمل.. هو عم سيد مصطفي 58 عاماً. يسكن في منطقة الحسين ويعمل منذ 30 عاماً بهذه المهنة التي توارثها عن أجداده فهو يعمل طوال أيام العام ويقبل عليه الزبائن بكثرة وحينما يأتي شهر رمضان يتزايد الإقبال للمذاق الرائع الذي يتميز به العرقسوس. يروي أنه كافح بحثاً عن الرزق الوفير وقام بتربية أبنائه من بيع العرقسوس فلديه 7 أولاد.. الأول حاصل علي ليسانس آداب والثانية حاصلة علي بكالوريوس تربية وتعمل مدرسة في إحدي المدارس.. أما الثالث فهو في السنة الأخيرة ولم يواصل دراسته وخرج من المرحلة الإعدادية لظروفه الصحية.. الخامس يدرس في الصف الأول الثانوي والأخيرة عمرها 4 أعوام. يتواجد في شارع الغورية وميدان الحسين ويتجول في خان الخليلي وشارع المعز للبيع لزبائنه من أصحاب المحلات والبازارات والمواطنين بالشارع.. كما يسقبل الأجانب علي شرب العرقسوس وأحياناً يعود لمنزله ليعيد ملء الإناء مرة أخري يضاعف مكسبه.. مؤكداً أنه يبيع الكوب بجنيه واحد. يقول.. أقوم بتحضير العرقسوس بنفسي فهو يستغرق وقتاً طويلاً. لذلك أقوم بشرائه من العطار ونقعه في إناء لعدة ساعات ثم أقوم بتصفيته عن طريق قطعة قماش نظيفة بعدها أقوم بتحليته بالسكر وصبه في الأبريق الزجاجي ولكن هذه الطريقة قديمة جداً تستغرق مني وقتاً طويلاً ويباع لدي العطار عرقسوس سريع التحضير يستغرق إعداده دقائق لكن أفضل من الطريقة القديمة حرصاً علي المذاق القديم وحفاظاً علي الزبائن. أتمني محلاً صغيراً يريحني من التجول طوال اليوم في الشمس الحارقة.. فهل أحد من يساعدني؟!