هزت سلسلة تفجيرات سيارات ملغومة بغداد أمس، مما أسفر عن مقتل22 شخصا. وذكرت المصادر أن سيارات ملغومة انفجرت فى ثلاث مناطق، معظم سكانها من الشيعة، مما أسفر عن مقتل 15 شخصا، بعد ساعات من تفجير سيارة ملغومة، أدى إلى مقتل سبعة أشخاص فى منطقة أخرى من العاصمة. ووقع التفجير الانتحارى عند نقطة تفتيش فى منطقة أبو دشير فى جنوببغداد. ووقعت التفجيرات الثلاثة التالية بفاصل ساعة عن بعضها البعض فى حى البياع فى جنوب غرب بغداد، وحى الكاظمية فى الجزء الشمالى من العاصمة وحى الجهاد فى غربها. ومن ناحية أخري، ذكرت صحيفة «وورلد تريبيون» الأمريكية أمس، أن إيران نشرت ما لا يقل عن 5 آلاف جندى فى العراق، لمقاتلة جماعة الدولة الاسلامية فى العراق والشام. ونسبت الصحيفة إلى مصادر كردية قولها: إن الحرس الثورى الإيراني، يشرف على الانتشار العسكرى الإيرانى المتنامى فى العراق، وأن فيلق القدس يدير عمليات تقوم بها مليشيات شيعية مدعومة من إيران ضد داعش شمالى بغداد. وقال نائب رئيس حزب الحرية الكردى حسين يازدنبناه: إن فيلق القدس مدرب على التعامل مع الجماعات الإرهابية والتدخل فى شئون الدول الأخري، وكان دائما قريبا من رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى . وقالت مصادر، إن الحرس الثورى الإيرانى أرسل أول وحداته إلى العراق بعد أسبوع من سيطرة داعش على الموصل يوم9 يونيو، وفى غضون أيام انتشرت القوات فى مدن عراقية مثل بغداد وديالى وكربلاء والنجف وسامراء. وأوضحت المصادر أن الحرس الثورى الإيرانى تكبد خسائر بالعشرات أثناء قتال جنوده لمسلحى داعش. يأتى ذلك فى وقت غادر السكان المسيحيون مدينة الموصل العراقية أمس، عشية انتهاء مهلة حددها لهم تنظيم الدولة الاسلامية «داعش»، ورددتها بعض مساجد المدينة عبر مكبرات الصوت، بحسب ما أعلن بطريرك الكلدان فى العراق والعالم لويس ساكو. وقال ساكو: لأول مرة فى تاريخ العراق، تفرغ الموصل الآن من المسيحيين، مضيفا أن »العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك وأربيل فى إقليم كردستان العراق، الذى يتمتع بحكم ذاتى ويستقبل مئات الآلاف من النازحين. وأضاف ساكو أن مغادرة المسيحيين لثانى أكبر مدن العراق التى تضم حوالى 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى حوالى 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم «الدولة الاسلامية» الذى يسيطر على المدينة منذ أكثر من شهر بيانا يطالبهم بتركها. وذكر ساكو أن البيان دعا المسيحيين فى المدينة صراحة إلى اعتناق الاسلام، وإما دفع الجزية من دون تحديد سقفها، أو الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم دون أى امتعة، كما أفتى أن منازلهم تعود ملكيتها منذ الآن فصاعدا إلى الدولة الاسلامية. ووجه ساكو نداء إلى أصحاب الضمير الحى فى العراق والعالم، وإلى المعتدلين من المسلمين فى العراق والعالم، بأن هذه الاشتراطات تسيء إلى المسلمين وإلى سمعة الدين الاسلامي. وتابع إنها نقض ل1400 سنة من تاريخ وحياة العالم الإسلامى وتعايشه مع ديانات وشعوب مختلفة شرقا وغربا واحترام عقائدها والتآخى معها. وفى واشنطن، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي، عن إدانة واشنطن الشديدة للإضطهاد الممنهج بحق الأقليات الذى يقوم به تنظيم «الدولة الاسلامية». ومن جانبها، حذرت منظمة العفو الدولية، من أن جهاديى تنظيم »الدولة الاسلامية« الذين يسيطرون على انحاء واسعة من شمال العراق وغربه، يريدون على ما يبدو القضاء على أى أثر للأقليات فى منطقة الموصل فى شمال العراق. وأكدت المنظمة أن أقليات أخري، مثل اليزيدية والتركمان والشيعة والشاباك فى محافظة نينوي نفسها، تعرضوا للتنكيل من جانب الدولة الإسلامية أكثر مما تعرض له المسيحيون. يأتى ذلك فى وقت، عاد الرئيس العراقى جلال طالبانى إلى العراق أمس، بعد رحلة علاج استمرت 19 شهرا. و صرح قوباد طالبانى نجله، الذى يشغل حاليا منصب نائب رئيس حكومة إقليم كردستان، إن والده يعود إلى أرض الوطن وهو بصحة جيدة، لافتا إلى أنه لن تكون هناك مراسم استقبال رسمية بناء على رغبة من الرئيس.