ماذا دهاك ياوطن؟ هل ضللنا الطريق إلي الإصلاح والتنمية؟ وهل دخلنا في طريق مسدود لا نستطيع الخروج منه؟ أين عقلاء الأمة وساستها ورموزها الوطنية وعلماؤها ومثقفوها ورجالها المخلصون. ؟ لقد اتسع الرتق علي الراتق وأصبح الجميع يتحدث وكأنها مكلمة بدون أفعال أي جعجعة بلا طحن.. لم يعد أمامنا طريق واضح للخروج مما نحن فيه من أزمات ودائما ننظر إلي الخلف ونشكل لجانا لتقصي الحقائق لنبحث في الماضي ولا نتقدم إلي الأمام وكأننا محلك سر نبحث في كل أزمة عن اللهو الخفي ولانحدده, ولم نعثر عليه علي الرغم من كل ما لدينا من أجهزة أمنية واستخباراتية. نتحدث عن هدنة بين الشرطة والمتظاهرين وكأنها حرب بين أعداء.. لم يعد لنا مخرج مما يحدث في كل ربوع الوطن بعد أن ضاعت هيبة الدولة وأصبح رجال الشرطة والمجلس الأعلي للقوات المسلحة مستهدفين بالتجريح والإهانة وهما العمود الفقري لأي دولة.. لقد تجرأ البلطجية والعصابات الإجرامية المسلحة وقطاع الطرق علي أمن الوطن والمواطن فقطعوا الطرق وعطلوا السكك الحديدية وانتشرت ظواهر القتل وسرقة السيارات ونهب البنوك في وضح النهار وخطف الصغار والكبار لطلب الفدية واقتحام أقسام الشرطة والسجون, وتهريب المساجين وسرقة الأسلحة والذخائر وتفجير خط الغاز الطبيعي في سيناء للمرة الثانية عشرة والاستيلاء علي موقع المحطة النووية في الضبعة.. ما كل هذا العنف والحقد الذي طفا علي السطح ونحن نري شبابا يهاجمون بعنف وبالحجارة رجال الشرطة والقوات المسلحة وهم أبناء هذا الوطن, وكل بيت في مصر خرج منه أحد هؤلاء الرجال. ماذا دهاك يا وطن! فتن طائفية هنا ومجازر ومذابح هناك.. ما ذنب هؤلاء المشجعين الأبرياء الذين راحوا ضحية الغدر والخيانة في يوم عرس جميل سافروا من أجله مئات الكيلو مترات؟ لقد تأخرنا كثيرا في محاكمات رموز النظام السابق, ولم نعلن حتي الآن تقارير لجان تقصي الحقائق حول أحداث موقعة الجمل ومسرح البالون وموقعة ماسبيرو وضحايا شارع محمد محمود ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية وحريق, المجمع العلمي, لقد استبشرنا خيرا بمجلس الشعب المنتخب انتخابا حرا نزيها لكنه حتي الآن بلا مخالب أو أنياب. يا سادة الوطن في محنة وفتنة لايعلم إلا الله متي نخرج منها, فماذا تنتظرون وقد قالها رئيس مجلس الوزراء بأسي شديد إن الاقتصاد والأمن في أسوأ حالاته متي نبدأ العمل والإنتاج وننسي المطالب الفئوية مؤقتا حتي تعود السياحة إلي سابق عهدها, ولن يحدث ذلك دون عودة الأمن, هل سنأكل الطوب الذي يتقاذفه المتظاهرون ورجال الشرطة أمام وزارة الداخلية أم ماذا؟ يا عقلاء الأمة اتحدوا لأننا دخلنا في منعطف خطير لن تجدي معه الاستدانة والقروض وانتظار مساعدات الأخوة العرب خصوصا أننا دخلنا في أزمة حقيقية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن قضية تمويل منظمات المجتمع المدني مما يؤثر علي العلاقات بين البلدين. ويا نجوم الفضائيات الذين تنتقلون بين استديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي اتقوا الله في شعبكم وقولوا قولا سديدا يصلح الله لنا أحوالنا, فقد مللنا أحاديثكم وبتنا في حزن وغم منها والله المستعان علي ماتصفون. ويا أعضاء مجلس الشعب المحترمين قننوا حق التظاهر السلمي إذا لا توجد دولة في العالم يحدث بها ما يحدث الآن من اعتصامات دون الحصول علي موافقات أو تحديد لزمان ومكان ومدة الاعتصام. علام علام محمد وكيل أول وزارة بالطيران المدني سابقا