وافق أكثر من ألف من العلماء والشيوخ الباكستانيين بالإجماع على قرار يدعم العملية العسكرية التى يشنها الجيش ضد مقاتلى حركة طالبان شمال غرب البلاد منذ نحو شهر، وذلك فى أقوى دعم معنوى لهذه العملية العسكرية. وناشد العلماء والشيوخ الباكستانيون المواطنين بتقديم كل دعم مالى ممكن للأشخاص المشردين داخليا. وكان الجيش الباكستانى قد أعلن فى 15 يونيو الماضى عن شن حملة عسكرية واسعة النطاق لطرد المسلحين من معاقلهم فى شمال غرب البلاد، مما أسفر عن مقتل نحو 450 مسلحا، ولكن وكالة إدارة الكوارث حذرت أيضا من أن ما يقرب من مليون مدنى فروا من المنطقة بسبب المعارك. وفى أحدث تطورات هذه العملية العسكرية، أعلن الجيش الباكستانى أمس أن قواته تحركت لاستعادة السيطرة على ثانى بلدة رئيسية يسيطر عليها مسلحو طالبان. وقال بيان للجيش إن طائرات الهيليكوبتر المقاتلة قصفت ستة مخابيء يستخدمها المسلحون ذوو الصلة بتنظيم القاعدة فى بلدة ميرالى فى وزيرستان الشمالية بالقرب من الحدود الأفغانية. وأكد مسئول عسكرى أن الطائرات سوف تستمر فى قصف مخابئ المسلحين فى ميرالى لمساعدة القوات البرية فى التقدم. وكان الجيش قد قال الأسبوع الماضى إنه استعاد السيطرة على بلدة ميرانشاه بعد ثلاثة أسابيع من الهجمات الجوية والاشتباكات بالأسلحة مع المسلحين، ووصف ذلك بأنه أول مكسب «مهم» منذ بدء العملية فى 15يونيو الماضي. فى الوقت نفسه، كشفت وكالة «رويترز» للأنباء فى تقرير لها من إسلام آباد أن منظمات خيرية تقول الأممالمتحدة إنها مرتبطة بجماعات متشددة باكستانيين فرت فى الآونة الأخيرة من هجوم الجيش، تدعم اللاجئين الفارين من مناطق القتال، والذين وصل عددهم إلى 900 ألف شخص. وقالت الأسر النازحة ل«رويترز» إن الإجراءات البيروقراطية تضطر بعض العائلات للاصطفاف فى طوابير طويلة لعدة أيام تحت الشمس الحارة لتلقى الغذاء، وبعضها يفشل فى تلقى أى شيء فى النهاية. وأشار التقرير إلى أن منظمات مثل «جماعة الدعوة» وهى جماعة خيرية تقول الأممالمتحدة والولايات المتحدة إنها واجهة لجماعة متشددة محظورة تقوم بمنح هذه المساعدات للعائلات المحتاجة، مما يثير مخاوف من أن البلدات والمدن فى منطقة بانو بشمال غرب البلاد يمكن أن تصبح تربة خصبة لتجنيد المتشددين. وفى أفغانستان المجاورة، لقى ما لا يقل عن 20 مسلحا من حركة طالبان مصرعهم خلال عملية عسكرية مشتركة قامت بها القوات الأفغانية فى عدة أقاليم فى أفغانستان أمس. وأصدرت وزارة الداخلية الأفغانية بيانا أوردته صحيفة «كاما» ذكرت فيه أن 12 مسلحا من «طالبان» أصيبوا أيضا، كما تم إلقاء القبض على خمسة آخرين خلال هذه العملية. وذكر البيان بأن قوات الأمن الأفغانية صادرت أنواعا مختلفة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة إلى جانب ذخائر ومتفجرات ، بينما لم تصدر «طالبان» حتى الآن أى تعليق بهذا الشأن. وعلى جانب آخر، وقع انفجار قوى أمس إثر سقوط صاروخين فى منطقة «خير خانا» بالعاصمة الأفغانية كابول ، دون وقوع أى خسائر.