دعت جامعة الدول العربية المجتمع الدولى إلى التحرك السريع لاتخاذ التدابير اللازمة للوقف الفورى لاطلاق النار فى غزة وتوفير الحماية للفلسطينيين، ودعم الجهود المبذولة لفرض الالتزام ببنود اتفاق التهدئة الذى جرى فى نوفمبر 2012 بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى. واعتبرت الجامعة، فى التقرير الذى عرضته على الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب فى القاهرة أمس بمشاركة الرئيس الفلسطينى محمود عباس"أبو مازن"، بيان مجلس الأمن الأخير لا يرقى إلى مستوى جرائم العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة. وتضمن جدول أعمال اجتماع الوزراء العرب محورين أساسيين اولهما طلب أبومازن بوضع الأراضى الفلسطينية تحت الحماية الدولية، والثانى بحث استراتيجية عربية لمواجهة العدوان الاسرائيلى على غزة. وقبل الاجتماع الطارئ، أطلع وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى على أخر التطورات السياسية والاتصالات التى تجرى على مختلف المستويات الدولية لوقف العدوان الاسرائيلي. وأكد العربى أن العدوان الإسرائيلى على غزة هو عدوان على الشعوب العربية مجتمعة، نظرا لأن القضية الفلسطينية هى القضية المحورية الأولى فى العالم العربى. يأتى ذلك فى الوقت الذى ارتفعت فيه حصيلة العدوان الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة إلى 174 شهيدا فلسطينيا و1280 جريحا. وحسب مصادر طبية فلسطينية فإن من بين القتلى 35 طفلا و24 امرأة. وواصل الطيران الحربى الإسرائيلى فجر أمس قصف مقار حكومية ومنازل المواطنين ومواقع تابعة للمقاومة وأراض زراعية فى أنحاء متفرقة بقطاع غزة. وأغارت طائرات الاحتلال على مجمع أنصار الحكومى غرب مدينة غزة، والذى تعرض للقصف أكثر من مرة منذ بدء العدوان على القطاع. وشنت غارتين كذلك على منطقة الشيخ عجلين وبرج سكنى بمنطقة تل الهوى غرب غزة، مماأدى إلى اشتعال النيران فيه، كما استهدفت موقعا للمقاومة خلف أبراج المقوسى شمال المدينة وموقعا آخر قرب مدينة الشيخ زايد شمال القطاع. كما شنت الطائرات الحربية سلسلة غارات على أطراف متفرقة من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وقدرت مصادر حقوقية فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي شن أكثر من ثلاثة آلاف هجوم على قطاع غزة منها 1980 هجوما صاروخيا، 590 قذيفة من الزوارق البحرية و500 قذيفة مدفعية. وذكرت المصادر نفسها، فى إحصائيات متطابقة لمؤسسات حقوقية، أن أكثر من 1500 منزل سكنى تضرر بفعل الهجمات الإسرائيلية، منها 216 دمرت بشكل كلى، ونحو 1300 بشكل جزئي. وفى هذه الاثناء، قرر المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر للشئون السياسية والأمنية الليلة قبل الماضية مواصلة الهجوم الجوى على قطاع غزة وحشد القوات حوله استعدادا لخيار الدخول البرى للقطاع. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن مجلس الوزراء الأمنى الإسرائيلى لم يمنح حتى الآن الضوء الأخضر للجيش للقيام بعملية برية فى غزة. وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكترونى أن مجلس الوزراء الإسرائيلى قرر مواصلة تعبئة القوات فى الوقت الذى يستمر فيه تنفيذ الهجمات الجوية، حيث تم استدعاء 40 ألفا من بين قوام جنود الاحتياط البالغ 48 ألفا. وقدم الجيش الإسرائيلى لمجلس الوزراء الأمنى عددا قليلا من الاحتمالات لشن هجوم برى فى قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية، وأنه ينتظر الضوء الأخضر من الحكومة، ولكن الحكومة الأمنية لم تصدر موافقتها حتى الآن على دخول قوات برية إلى غزة، تاركة هذا الأمر اعتمادا على الأحداث فى المستقبل، وقررت مواصلة تعبئة القوات مع الاستمرار فى تنفيذ هجمات جوية. وأعلنت إسرائيل أمس أن منظومة باتريوت الصاروخية الدفاعية اعترضت فى أجواء مدينة "أشدود" طائرة بدون طيار دخلت المجال الجوي الإسرائيلى من قطاع غزة. وذكر راديو "صوت إسرائيل" صباح أمس أن تعزيزات من الجيش الاسرائيلي انتشرت فى جميع الحدود تحسبا لأى طارئ. وفي الوقت نفسه، اعتقل الجيش الإسرائيلى 11 نائبا فى المجلس التشريعى الفلسطينى مساء أمس الاول، بحسبما أعلن نادى الأسير الفلسطينى. وقال النادى -فى بيان أمس- إن قوات الاحتلال اعتقلت 11 نائبا الليلة قبل الماضية فى أنحاء الضفة الغربيةالمحتلة. وأضاف أن عدد النواب الفلسطينيين المعتقلين منذ منتصف يونيو الماضى بلغ 23 نائبا، بينهم رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك، وبذلك يرتفع عدد أعضاء المجلس التشريعى الذين تعتقلهم إسرائيل الى 34 نائبا. ومن جانبها، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنها قصفت مساء أمس الأول قاعدة عسكرية إسرائيلية تحتوى على صواريخ محملة برؤوس نووية. وذكرت كتائب القسام - فى بيان عسكرى -أنها وجهت صواريخها أمس إلى عدة أهداف فى مدينة "أشدود" ومحيطها، وأن أحدها أصاب بشكل مباشر قاعدة "سدوت ميخا" العسكرية والمعروفة أيضا باسم "كناف2". وأضاف البيان أن قاعدة "سدوت ميخا" هى قاعدة لبطاريات "حيتس 2" وصواريخ "أرض-أرض" من طراز "يريحو 2" التي تحمل رؤوسا نووية.