أصابتنى دهشة شديدة عندما قرأت خبرا عن منحة دراسية للشباب المصرى فى جامعات دولة مقدونيا ،الأغرب فى ذلك أن وزارة التربية والتعليم هى الطرف المتعاقد مع هذه الدولة، وليس وزارة التعليم العالى .
وشملت الشروط الدراسة باللغة المقدونية ، كما لو أنها لغة عالمية ، مع أن عدد سكان هذه الدويلة مليون نسمة وليس معروفا عنها أى نوع من التقدم العلمى ،كما أن الحروب الأهلية دمرت بنيتها، وبرغم أن المسلمين هم الاغلبية من التركيب السكاني(40٪) يعانون الاضطهاد العرقى ، ثم لماذا كل هذا الحرص على التعامل مع هذه الدويلة التى تحديد موقعها حتى على الخريطة فهى جزء من خمسة أجزاء من دولة يوجوسلافيا المفككة، ويزداد تعجبى أمام دويلة لاتتميز علميا أو سياسيا أو حتى تاريخيا . أما العناصر الأخرى فى شروط الترشح للمنحة : ألايزيد سن المتقدم على 30 عاما أى تقبل من انتهى من التعليم الجامعى ،وأن تكون هناك تزكية للمتقدم من استاذين جامعيين ،مع اتقان الانجليزية وتجرى الاختيارات من لجنة مقدونية ،وان يرصد مبلغ 120 دولارا للدارس بما يساوى نحو800 بعملتنا ،للدراسة والبحث والإقامة والمصروف الشخصى ، وتتكفل هذه الدولة بمصروفات السفر والتأشيرة ،أما العودة فهى على حساب الدارس، مع تكثيف دراسته للغة المقدونية فى العام الأول وجواز الغاء المنحة بعده ،ونحن فى غنى عن الكلام عن قيمة هذه المنحة بعد دراسة تستغرق أربع سنوات دون تحديد تخصص أو ميزة علمية أو حتى وظيفية تعود على الدارس اوعلى مصر ،وأنا شخصيا أشك فى الاعتراف الدولى بها بما يصل لحد استخفاف الوزارة المصرية بمستوى مصر العلمى والتاريخى أمام دويلة مجهولة علميا وثقافيا،وكان الأولى الاتجاه للدول التكنولوجية والمتقدمة فى شتى العلوم والبحوث ،ولدينا نقص واضح فى هذه المجالات ،ثم إن مايثيرالانتباه هو حرص هذه الدويلة على رصد منح تعليمية للمصريين دون غيرهم وبلا هدف واضح أمام مسئولينا ،ليذهب شبابنا للدراسة فى بلد ملئ بالصراعات والمشاحنات.أهذا يقبله عقل ياسادة ؟! لمزيد من مقالات وجية الصقار