رمى مدرب البرازيل لويز فيليبى سكولارى الكرة فى ملعب رئيس الاتحاد المحلى لكرة القدم ولم يتقدم باستقالته من منصبه رغم تلقى بلاده ثانى خسارة متتالية على ارضه لاول مرة منذ عام 1940 فى مونديال البرازيل 2014 وقال سكولارى بعد خسارة البرازيل امام هولندا صفر-3 فى مباراة تحديد المركز الثالث، وذلك بعد ثلاثة ايام على السقوط التاريخى امام المانيا 1-7: «يعود القرار لرئيس الاتحاد البرازيلى ، وسنقدم له تقريرا اخيرا وندعه يحلل ما يجب القيام به». وتابع سكولارى (65 عاما) الذى تعرض لانتقادات كبيرة بعد خسارة المانيا امام الصحفيين: «لن اناقش (مستقبلي) معكم»، مشيرا الى انه كان مقررا قبل انطلاق النهائيات وبغض النظر عن النتيجة بان يضع مصيره فى يد رئيس الاتحاد ، وقد دخل نجم المنتخب البرازيلى المصاب نيمار الى الغرفة خلال المؤتمر الصحفى لمدربه من اجل تحيته كرسالة تضامن معه. وينتهى عقد سكولارى بعد المونديال الحالي، لكن بعض التقارير اشارت الى احتمال بقائه حتى نهاية السنة ، وسبق لسكولارى ان اعلن بعد الهزيمة المذلة امام المانيا انه سيتخذ قراره بشأن مستقبله بعد مباراة المركز الثالث. «ما زال امامنا عمل يجب القيام به».. هذا ما قاله سكولارى بصحبة طاقمه التدريبى من مقر المنتخب فى تيريسوبوليس، مضيفا : «ما زلنا مرتبطين بالاتحاد البرازيلى لكرة القدم حتى نهاية كأس العالم» ، ومن المؤكد ان الهزيمة امام هولندا قد تكون كافية للاتحاد البرازيلى لكى يحدد موقفه من سكولارى الذى انهى فريقه البطولة كصاحب اسوأ دفاع بعد ان اهتزت شباكه فى 14 مناسبة ، لكن كل هذه السلبيات والنتيجتين المذلتين امام المانيا ثم هولندا لم تقنع سكولارى بان يتخذ قرار الرحيل من جراء نفسه دون انتظار الاتحاد المحلي. كانت نتيجة مباراة الدور نصف النهائى كارثية على البرازيل لان رفعت الاهداف التى دخلت شباكها فى هذه النسخة الى 11، اى اكثر بهدفين من اسوأ دفاع فى البطولة (الكاميرون واستراليا بتسعة اهداف)، فعادلت اكبر عدد اهداف يدخل شباكها فى نسخة واحدة (1938)، واصبحت اول مضيف يدخل شباكه هذا العدد من الاهداف، قبل ان تهتز بثلاثة اهداف اخرى فى مباراة المركز الثالث. كان سكولارى الخيار البديهى للاتحاد البرازيلى بعد اقالة مانو مينيزيس فى نوفمبر 2012، خصوصا انه كان «مهندس» التتويج الاخير لبلاده عام 2002، لكن «بيغ فيل» لن يترك لخلفه، فى حال قرر الاتحاد التخلى عنه تحت ضغط من الجمهور الذى قابله بصافرات الاستهجان، سوى فريق «محطم» معنويا ويفتقد الى مكونات النجاح بسبب تواجد لاعبين غير قادرين على الارتقاء الى مستوى التحدى ولا الى اسم البرازيل فى عالم الكرة المستديرة. كان سكولارى يدرك تماما انه سيصبح اسطورة كروية خالدة فى بلاده بحال نجح بقيادة البرازيل للقب عالمى على ارضها، لكن عوضا عن ذلك سيبقى اسمه مترافقا مع اسوأ هزيمة يتلقاها «سيليساو» فى تاريخ النهائيات. وتتلخص شخصية سكولارى مما قاله بعد السقوط »الكارثي: امام المانيا فى بيلو هوريزونتي، اذ حافظ »بيغ فيل« على عنفوانه برد ليس فى مكانه على الاطلاق، قائلا: «لن يموت احد» بسبب الهزيمة النكراء امام «ناسيونال مانشافت»، محاولا الحديث عن ايجابيات من مغامرته الثانية مع منتخب بلاده: «انها المرة الاولى التى نصل فيها الى الدور نصف النهائى منذ 2002... خلال عام ونصف معا، لعبنا 28 مباراة وفزنا ب19، تعادلنا فى ست وخسرنا ثلاث. فى المباريات الرسمية فزنا بثمانى مباريات، تعادلنا فى اثنتين وخسرنا هذه المباراة (ضد المانيا)... حسنا، بطريقة كارثية. لكن هذه الحلقة انتهت الان. يجب التطلع الى الامام». ويبدو ان سكولارى يعيش فى عالمه الخاص ولم يستمع الى رأى الشارع البرازيلى الغاضب بكل فئاته او الى عناوين مثل ذلك الذى كتبته صحيفة «او ديا»: «اذهب الى الجحيم فيليباو». وركز سكولارى على ان المنتخب البرازيلى لم يقدم المستوى الذى كان عليه فى كأس القارات الصيف الماضى التى توج بها على حساب اسبانيا (3-صفر)، متناسيا ان تلك البطولة ورغم صفتها «الرسمية» لا تدخل فى الحسابات الفعلية للمنتخبات، خصوصا انه لا يشارك فيها سوى حفنة من المنتخبات التى تخوض بعضها البطولة كتحضير لها للحدث الكروى الاكبر على الاطلاق. دخل سكولارى (65 عاما) الى نهائيات النسخة العشرين وهو يشدد على انه ليس خائفا من التحدى ان يصبح ثانى مدرب يحرز اللقب مرتين بعد الايطالى فيتوريو بوتزو فى 1934 و1938: «لو كنت خائفا من التحديات لما كنت قد حققت اى شيء فى مسيرتي». لكن هذا الحلم اصبح سراب ومغامرة «فيليباو» مع بلاده وصلت على الارجح الى نهايتها ولن يتمكن من الارتقاء الى مستوى التحدى الذى وضعه لنفسه.