تناول الدكتور خليل مصطفى الديوانى فى رسالته ل«بريد الأهرام» تحت عنوان: «الوسيلة التاريخية» قضية إزالة مترو ضاحية مصر الجديدة وتوقف حركته نهائيا، بعد أن تم نزع قضبانه من شارع الميرغنى وتغطية مساره بالأسفلت، وقد تعجب من سرعة الإزالة وتبرير أسبابها إذ يرى كما نرى نحن سكان مصر الجديدة أن خروج هذه الوسيلة من الخدمة مهما تكن الأسباب، هو تجاهل لحق سكان مصر الجديدة فى المشاركة بالرأي، وكان من الضرورى أخد رأيهم فى عملية الإزالة قبل أن تصل معاول الهدم لنزع القضبان. وانى اتفق معه وأضيف أنه بخروج خدمة هذا المترو إلى المعاش فان ذلك يعنى نهاية وسيلة مواصلات آمنة، ارتبطت بتاريخ مصر الجديدة منذ انشائها، وله مسار محدد يتجنب كل مشاكل زحمة المرور وتعقيداتها، ولم يكن فى يوم من الأيام أحد عناصر الاشتباكات المرورية اليومية التى تتصارع فيها على اليمين واليسار كل أنواع المركبات. ومع أن المترو قد اصابته شيخوخة مبكرة فى السنوات الأخيرة، وقللت سرعته بعض اشارات المرور، إلا أنه كان بإمكانه قطع المسافة من مصر الجديدة إلى ميدان رمسيس فى 20 دقيقة كما كان يحدث من قبل، لو تم عمل دراسات جدية عن كيفية تخطى عقبة هذه الاشارات، ولو تم استبدال بعض عرباته، ولو لم يكن هناك تراخ وإهمال جسيم فى أعمال صيانته، وتجديد عرباته وتطويرها، والتى شوه مظهرها الخارجى سوء السمكر ة، وألوان الطلاء المستفزة، كما امتدت يد الفوضى لتنال من مقاعده وممراته الداخلية. واليوم عندما يتم رصف مسار القضبان وتوسيع الشارع مع تفاقم مشكلة انتظار السيارات، وغياب الجراجات متعددة الطوابق فى مصر الجديدة، فان المسار القديم سيتحول لمناطق صراعات مرورية جديدة، أو مواقف انتظار للسيارات شئنا أم ابينا، ونكون قد خسرنا وسيلة حضارية وآمنة للانتقالات داخل مصر الجديدة ومدينة نصر، كان يمكنها استيعاب الآلاف من ركاب المواصلات العامة، والسيارات الخاصة الذين يقطعون المسافة إلى ميدان رمسيس على اعصابهم فى ساعة كاملة على الأقل فى أحسن حالات انتظام المرور. لواء مهندس: فؤاد على الطير